أحمد محسنأعرف صديقاً يريد أن تنتهي الحالة الطائفية في البلاد، وأن يعاد تحجيم الطاقم السياسي الحاكم كله، لكن فليبقَ حزب الله. برأيه الجماعة ليسوا طائفيين وإن كانوا كلهم من مذهب ديني واحد في بلد فيه 18 مذهباً؟ لا ضرر في ذلك. اسألوا الماويين في الصين. المقاومة هي الأساس. وعلى هذا الأساس، التوافقات مقبولة. وأعرف صديقاً آخر، يشاركه القناعة نفسها، لكن شرطه أن يتولى الرئيس سعد الدين الحريري تأليف الحكومة. تيار المستقبل مرغم على القبول بمرور الصفقات من فوق الطاولات وتحتها. وضعه يرثى له فعلاً. الصديق مقتنع بذلك. تيار المستقبل تيار جديد أصلاً، ولم يسمع بالحكومة قبلاً. الدين العام؟ أسعار المحروقات؟ ليس هناك خبز؟ بسيطة: فليأكلوا البسكويت. رحمة الله على ماري أنطوانيت.
وهناك صديق، يؤمن بإمكانية العيش بسلام بلا ضغائن الطوائف، من دون أن يعني ذلك تخليه عن ولائه للقوات اللبنانية (لم يكن يمزح). ما المشكلة في الصليب المشطوب؟ لا شيء. عادي: «صليب بس مشطوب». رفيقه الكتائبي في وادٍ آخر. لم يسمع بآلان مينارغ ولا بفالس مع بشير. يتحدث عن أرز الرب كأنه يتحدث عن شيء موجود. وعلى نقيض منه، أخبرني زميل قديم، أن الخصخصة لا يمكن أن تمر، وأن الإقطاع الرأسمالي لم يعد يطاق، وأن الحزب التقدمي الاشتراكي هو الوحيد الذي يسعى إلى حلول جدية. بدا لطيفاً أكثر من غيره. الإقطاع مبالغ فيه بصراحة، وبدأت تتوافر شقق مغرية للبيع بمليون و200 ألف دولار فقط. الصديق الشيوعي متصالح مع نفسه. يرفض الطوائف والرأسماليين وكل شيء. مشكلته الوحيدة هي الوقت. لم يجد حتى الآن صيغة للبننة الثورة الروسية. ونعم، أعرف رجلاً قومياً. تخيلوا، هناك من يؤمن بالقوميات. تحيا غسطا.
صديقي الأخير عوني. مستاء من نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة. زعلان لأن الشعب لا يريد الإصلاح والتغيير. بالنسبة إلى التحالفات المباغتة، ظرفية لا تقلقوا. كانت لتجنيب البلاد «هوساً» أمنياً ما. يتحدث عن الهوس كأنه لا يعرفه.