زينب صالحلم يدخل مهدي كافيتيريا كلية العلوم، في مجمع الحدث الجامعي، منذ عام، «لأنو الأكل مش طيب». الأكل مقياس في حالات كهذا. يسأل الطالب: «هل تحوي المأكولات المتوافرة القيم الغذائية المطلوبة لطلاب الجامعة؟». سؤال صعب حالياً. كوثر قطعت الطريق على الأسئلة. تفضل ارتياد المطاعم خارجاً «لأن أسعار الكافيتيريا لا تتناسب مع ما تقدمه من وجبات، ندفع، من دون أن نأكل طعاماً شهياً». علاء يزايد على كليهما. لا يتذمر من الأسعار والوجبات وحسب، بل حتى من المناقيش: «ليش ما في فرن بكافيتيريا العلوم، على طول بدنا نسخن المناقيش». مروان، من كلية الهندسة، يرتاد كافيتيريا كليته من أجل تناول منقوشة يومياً لإنو «القرقشة ولا الجوع». تصالح مع الوضع مرغماً، كما يقول. كثير من الطلاب، لا يعلمون أصلاً بوجبات الكافيتيريا، وما يعده مطبخها الرئيسي يومياً، بسبب غياب الإعلانات، واقتصارها على اللائحة الموجودة داخل الكافيتيريا، علماً بأنها لا تلفت أنظار الطلاب.
في هذا السياق، يشير المدير في الشركة المتلزمة «ألبير أبلاّ»، شادي شدياق، «طالبنا بتوزيع إعلانات لكننا لم نلق تجاوباً من الجامعة». يضيف: «هناك مطبخ واحد رئيسي في المجمع، يعدّ طبقاً يومياً من الاثنين إلى الجمعة، يصل إلى الطالب في أي كافيتيريا خلال 10 دقائق أو ربع ساعة من طلبه». يرد شدياق على تذمر الطلاب فيقول: «أسعارنا أرخص من أسعار المطاعم، ولا نستطيع اللعب بالأسعار». وائل، يحمّل الجامعة المسؤولية «فلو لزمت الشركة بأسعار أقل، فستخفض الأسعار». هنا يعلق رئيس السكن الجامعي، نزيه رعيدي موضحاً: «طلبنا من الطلاب الكف عن التذمر من غلاء الأسعار قبل دراستها بجدية». يدعو رعيدي إلى ضرورة مراقبة جودة الأطعمة وقيمتها الغذائية «فالصحة أهم من المصاري». لكن من أين «المصاري» أصلاً. يقترح رعيدي «مركزية الكافيتيريا» قائلاً: «لو قللنا عدد الكافيتيريات في المجمع من 8 إلى 3 مثلاً، وأنشأنا في كل واحدة منها مطبخاً وفرناً، فسيكون ذلك أفضل». وفي الحديث عن الصحة، يؤكد شدياق أن الشركة تشرف على نظافة الكافيتيريات بنفسها.
لطلاب السكن الجامعي معاناة أخرى مع الطعام. السكن الجامعي لا يحوي أفران غاز في المطابخ، فيضطر الطلاب إلى جلب الطعام من القرى وتسخينه في المايكرويف، أو شراء الوجبات الجاهزة من المطاعم الخارجية، لأن كافيتيريا السكن لا تفي بالغرض. «أكلها مش طيب» كما تقول سهى، إحدى طالبات السكن الجامعي. وتجربة «البوفيه المفتوح»، الذي اعتمدته إدارة الكافيتيريا في السنة الأولى لسكن الطلاب، باءت بالفشل. أما السبب، ووفقاً للطلاب، فهو عدم قدرتهم على شراء طبق يومياً. رعيدي، المسؤول عن السكن، يبرر رفض إدخال أفران الغاز إلى السكن الجامعي، لأن البعض يتضايق من رائحة الطعام، ويخشى حصول فوضى في المطابخ، نتيجة لعدد الطلاب الكبير. الرجل لديه حلوله دائماً. اقترح «مد سخانات مياه إلى المطابخ، وتحسين وضع كافيتيريا السكن وتمديد عملها كي لا تقفل باكراً، والسماح للطالب بتسخين طعامه فيها بمبلغ رمزي، عوضاً عن تناول الطعام في مطابخ السكن المكتظة، أو في غرفته، لكني لم أجد تجاوباً حتى الآن». وطبعاً، هذه هي الاقتراحات التي يتذمر منها الطلاب في الأساس.