رضوان مرتضىدويّ إطلاق نار يرتفع بطريقة متقطّعة. السير ينقطع لبعض الوقت. تتضاعف الزحمة على الأوتوستراد الممتدّ من المعاملتين حتى ذوق مكايل. الصورة تتّضح رويداً رويداً، فيتبيّن أنّ القوى الأمنية تطارد مشتبهاً فيهما بعمليات سرقة، فتشتبك معهما بالسلاح. المعلومات تتحدّث عن إصابة أحد عناصر قوى الأمن، إضافةً الى أحد السالبَين قبل أن يتمكّنا من الفرار.
تنتهي المطاردة ومعها تبادل إطلاق النار بفرار المشتبه فيهما. لقد أرغما أحد السائقين بقوة السلاح على الترجّل من سيّارته، قبل أن يستقلّاها قاصدَين جهة مجهولة. ورغم محاولة عناصر من قوى الأمن الداخلي توقيفهما بعد قطع الطريق لبعض الوقت أمام حركة السير، فإنّ المشتبه فيهما تركا سيّارتهما وهربا إلى الطريق البحرية، حيث قادا السيارة التي استوليا عليها بقوّة السلاح في الاتجاه المعاكس لوجهة السير.
كان السالبان يغطّيان وجهَيهما بقناعين قبل دخولهما إلى المحطّة المستهدَفة
وبالعودة إلى مجريات الحادثة، علمت «الأخبار» أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تعرّضت محطات المحروقات المنتشرة في مناطق كسروان وجبيل والمتن لعمليات سلب متكرّرة بقوّة السلاح. وفي هذا الإطار، يتحدّث مسؤول أمني رفيع لـ«الأخبار» أنه كلّف فرع المعلومات بإجراء عمليات رصد وتعقّب لكشف هوية المشتبه فيهم، وجمع المعلومات عن تحرّكاتهم. ويضيف المسؤول المذكور إنه جرى تحديد المشتبه فيهم بعمليات السلب، فتبيّن أنهما شخصان يرتديان قناعين قبل دخولهما إلى المحطّة المستهدَفة، لافتاً إلى أنهما يُهدّدان العاملين في المحطّة بقوّة السلاح، قبل أخذ المال الذي يكون بحوزة هؤلاء.
وأشار المسؤول الأمني إلى أن السالبَين يغيّران في كلّ مرّة السيّارة التي يُنفّذان بها عملية السطو، لافتاً إلى أنه تبيّن أنّ جميع السيارات التي استخدماها في عملياتهما كانت مسروقة.
إذاً. عملية الرَصد استمرّت ومعها مراقبة القوى الأمنية للسالبَين. لم يكتشف السالبان أنه قد افتُضِح أمرهما فأقدما فجر أمس على سلب محطتين للمحروقات في منطقتي غزير ونهر إبراهيم. كانا يستقلّان سيارة هوندا. عُمّم الخبر على جميع وحدات الشرطة، فقامت دورية من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بمؤازرة طوارئ درك جونية بملاحقتهما، لكنّ السالبَين بادرا الى إطلاق النار على الدورية فأصابا أحد عناصرها بجروح. ردّ عناصر الدورية بالمثل واستمرّ إطلاق النار. وصل المشتبه فيهما إلى طريق مسدود بسبب قطع القوى الأمنية الطريق. تركا السيّارة وهربا إلى الطريق البحرية المجاورة، حيث استقلّا سيارة بيجو وفرّا إلى جهة مجهولة.
ضُبِطت السيّارة التي كانا يستقلّانها، فتبيّن أنّ هناك بقعاً للدم في داخلها. حضرت الأدلة الجنائية وعملت على رفع البصمات والأدلّة لتحديد هوية المشتبه فيهما. وفي هذا الإطار، ذكر المسؤول الأمني لـ«الأخبار» أنّ هناك أدلّة كثيرة بحوزة القوى الأمنية ستساعد على تحديد هوية المشتبه فيهما. ولفت إلى أنّ عمليات المطاردة واقتفاء الأثر لا تزال مستمرّة حتى توقيفهما، علماً أن أحدهما ينزف إثر إصابته في عملية تبادل إطلاق النار مع عناصر القوى الأمنية.