Strong>10 موقوفين، واحتراق سيارتين، هكذا بدا المشهد أمس، بعد تجدد الاشتباكات في ما يُعرف بحي «الزعيترية» في الفنار. فقد استعملت أسلحة متوسطة. قوة من الجيش ودوريات من قوى الأمن الداخلي تدخلت لوقف «المعركة»لم تنعم منطقة «الزعيترية» في الفنار بالهدوء، الخوف عاد ليسيطر على السكان، وذلك مع تجدّد الاشتباك صباح أمس، بعدما وقع أول من أمس اشتباك بين أشخاص من آل زعيتر.
أمس جرى إطلاق نار، وإحراق سيارة، فيما استخدمت أول من أمس القذائف الصاروخية والرشاشات، ما أدّى إلى إحراق أربع سيارات من دون وقوع إصابات بشرية، وعمد الجيش إلى تطويق المنطقة، وقد تم توقيف عشرة أشخاص.
تعددت الروايات حول الاشتباكين وأسبابهما، لكن مسؤولاً أمنياً قال لـ«الأخبار» إن المشتبكين كلهم من آل زعيتر، وكانوا فريقين: الأول مؤلف من مساندي م. زعيتر، والثاني من مساندي ح. زعيتر.
في إطار الروايات التي نُقلت عن الاشتباك، قال بعض المتابعين إن الاشتباك أمس أدى إلى إحراق سيارتين تعودان لفريق م. زعيتر، وذلك بعدما أحرق هذا الفريق سيارتين لفريق ح. زعيتر في بداية الإشكال. متابعون قالوا إن الشبان المختلفين كانوا يتمترسون خلف السيارات، يحملون الرشاشات ويستخدمون أسلحة متوسطة، فيما تمّ أمس إطلاق الرصاص.
وقد عمد الجيش إلى تطويق المنطقة، فوضع حداً للاشتباك أول من أمس، لكنّ بعض المتابعين يقولون إن بعض الأشخاص استغلوا غياب دوريات الجيش عن المنطقة صباح أمس، فعمدوا إلى «تفعيل المعركة مجدداً وقد أُحرقت سيارة. فهل كان مقبولاً تراجع الجيش ولو لساعات قليلة عن حماية المنطقة من تجدّد الإشكال، في جو مشحون بالثأر؟».
عاد الجيش ليطوّق المنطقة بعد الإشكال الأخير، وكان من اللافت حضور رجاله بكثافة، وترددت أخبار عن قيام ح. زعيتر بتسليم نفسه للجيش.
جرى أول من أمس التداول برواية مفادها أن م. زعيتر خرج من السجن متهماً شباناً من عائلته بالوشاية ضده، ومتهمين إياه بالاتجار بالمخدرات. في المقابل، كان آخرون يرددون «أصوات القذائف والقنابل تدوّي ودخان السيارات المحترقة يغطّي سماء المنطقة، «كأنّك في حرب». وكلّ هذا من أجل خطف عروس قبل سبعة أشهر».
وأكد مسؤول أمني الرواية القائلة بأن الخلاف بدأ قبل أشهر، وذلك بعدما خطف ابن ح. زعيتر فتاة من عائلته، يروي البعض أنها كانت خطيبته. ويعتقد البعض أن أهل الفتاة عمدوا إلى إحراق منزل والد العريس في قرية الكنيسة في البقاع. كما راجت أقوال عن خطف أهل العروس المخطوفة ابنة عم العريس لتزويجها لأحد أبناء ح. زعيتر. وهنا يشار إلى أن الفتاة الأولى هي ابنة عم م. زعيتر الخارج أخيراً من السجن.
تقدّم أصحاب المنزل المحروق بدعوى ضد ذوي العروس. وقبل خمسة أيام توجّه الدرك برفقة زوجة ح. زعيتر ـــــ أي والدة العريس ـــــ إلى المنزل المحروق في الكنيسة لتفقّد الأضرار واستكمال حيثيات الدعوى، فما كان من ذوي أهل العروس، ومعظمهم من النساء، إلا أن تهجموا على الدرك ومن بصحبتهم معتدين عليهم ومنعوهم من الاقتراب ومتابعة الكشف.
من جهة ثانية، فإن ذوي الفتاة التي خطفت كرد فعل على «الخطيفة الأولى» تقدموا بدعوى ضد الخاطفين.
مرت سبعة أشهر على هذه الحوادث، توفي خلالها والد العريس، بعدما داهم الجيش بلدة الكنيسة، وأطلق النار فقتل الرجل.
من جهة ثانية، توارى العروسان عن الأنظار ويتحدث البعض عن انتقالهم للعيش في الجنوب، وفق ما يروي مطّلعون على هذه القضية.
لم تنفع كل محاولات التوفيق بين الطرفين، ورافق ذلك إشكالات طفيفة كانت تحدث كلما تقابل أحد الطرفين مع الآخر.
(الأخبار)


عائلة زعيتر تستنكروختم الشيخ زعيتر شاكراً الجيش والقوى الأمنية على تدخلهما لتطويق الحادث «ولتأخذ العدالة مجراها» ويُحاسب المشاركون في الاشتباكين.