على مدى الأيام الماضية، سيطرت حال من الاستياء على الناس والمخاتير هنا في بعلبك. فالمشاكل التي تتخبط فيها دائرة نفوس بعلبك، والخروق التي يقدم عليها بعض الموظفين فيها من جهة والسماسرة المنتشرون على أبوابها من جهة ثانية أصبحت على ما يبدو شيئاً يفوق احتمال الأهالي. الجميع يطالب وزير الداخلية زياد بارود بالتدخل السريع لمعالجة مشاكل تحوّلت إلى عقد ثابتة، فهل يتدخل؟
البقاع ــ رامح حمية
«عيب وحرام ظلم الناس. شو نحنا لعبة بإيدهم»، تقول هند القاصوف بصوت مرتجف فيه الكثير من حرقة واستياء يعتملان في صدرها لما تتعرض له منذ 10 أيام أمام باب دائرة نفوس بعلبك. فقد قصدت السيدة الدائرة للاستحصال على إخراج قيد إفرادي لابنها «اللي بدوا يقدم أطروحة الدكتوراه، ورح يمر الوقت اللازم ونحنا بعدنا واقفين هون». مشكلة تأخير القاصوف تختصر في أن بياناتهم مسجلة في سجل المختلف، وهو سجل يرتّب على الموظف البحث طويلاً عن الاسم، لكونه يحوي بيانات عائلات من بعلبك وضواحيها والقرى التابعة للدائرة، ما يعني مجهوداً إضافياً على الموظف.
القاصوف ليست الوحيدة التي تقف في ذلك الرواق الضيّق، أمام تلك الكوة الصغيرة في باب الدائرة في الطبقة الثانية لسرايا بعلبك. فعشرات المواطنين ينتظرون إنجاز معاملاتهم: صراخ ومشادات كلامية هنا، وبكاء وشكاوى هناك، فيما البعض الآخر تعب فافترش الأرض بانتظار الفرج.
مشاكل دائرة نفوس بعلبك متشعّبة. بدءاً من «الرشى ومعقّبي المعاملات، مروراً بالمخاتير والأجهزة الأمنية داخل غرف الدائرة، وصولاً إلى المخالفات التي يرتكبها الموظفون أنفسهم»، كما يقول المختار محمد عواضة، الذي أكد في حديث إلى «الأخبار» أن السماسرة والموظفين في دائرة نفوس بعلبك «يعملون مثل ما بدهم»، إذ لم يعد من قوانين تردعهم، وخصوصاً أن الحسيب والرقيب غير موجودين». فالمخالفات اليومية باتت أمراً طبيعياً، ما يفرض معاناة كبيرة على أهل المنطقة، مشيراً إلى أنه منذ يومين، أثناء تقديمه بعض الطلبات، فوجئ بوجود عناصر من أجهزة أمنية عدة داخل غرف ال