لم تنته بعد تداعيات الانتخابات البلدية. وفيما تقتصر على خلافات عائلية وحزبية في بعض القرى، تصل إلى الطعن القانوني في قرى أخرى
نقولا أبو رجيلي
حالة ترقّب تعيشها بلدة عين كفرزبد ـــــ قضاء زحلة، في انتظار ما سيصدر عن مجلس شورى الدولة من قرارات تتعلق بالاستدعاء الذي تقدّم به 14 مرشحاً من أعضاء اللائحة الخاسرة في الانتخابات البلديّة والاختياريّة، يتقدّمهم نزيه الساحلي المرشح إلى منصب الرئيس، إضافة إلى مرشحين اثنين لمقعديّ المختار، وذلك للطعن في نتائج الانتخابات وإبطالها بمجملها لعلّة الغش والرشى والتزوير.
وجاء في كتاب الاستدعاء أنه بتاريخ 9/5/2010، وخلال ممارسة الأهالي لحقهم في انتخاب مجلس بلدي وهيئة اختياريّة للبلدة، شابت عمليات الاقتراع مخالفات عديدة وفوضى عارمة حصلت في عدة أقلام، وقد حاول المستدعون مراراً منع المستدعى ضدهم من ممارسة المخالفات العديدة، ومنها دفع الرشى الانتخابيّة، لكن دون جدوى. والأهم من ذلك، فقد أُوقف أحد مسؤولي الماكينة الانتخابيّة لرئيس البلديّة المنتخب يوم الانتخابات على خلفيّة حيازته دولارات أميركيّة مزوّرة، ومن ثم بجرم مخدرات، وقد عثر داخل ملعب المدرسة، حيث أقلام الاقتراع، على قطع ممزّقة من الدولارات المزوّرة. كذلك رأى الكتاب «أن رئيس البلديّة المنتخب موضوع الطعن الحالي كانت له المصلحة الكبرى في النجاح في الانتخابات الراهنة، وخصوصاً أنه تعدّى مع بعض الأعضاء على أملاك البلديّة سابقاً بمساحات هائلة، وهي موضوع نزاع قضائي عالق». كذلك كان المستدعون قد سجلوا اعتراضاتهم لدى مراقبي الانتخابات، وذلك ثابت في المحاضر المنظمة من قبل هؤلاء الذين أبدوا عجزهم عن ضبط الوضع، كما هو ثابت أيضاً في الصور والمقابلات التلفزيونيّة التي أجرتها محطة تلفزيون إم تي في.
وعن رأي الطرف الآخر، رفض رئيس البلديّة المنتخب سامي الساحلي الدخول في التفاصيل، مكتفياً بالقول «كنا نتمنى على أبناء بلدتنا تقبّل النتائج بروح رياضيّة وفقاً لما تقتضيه اللعبة الديموقراطيّة، وسأترك أمر بتّ هذا الطعن إلى ما يقرره القضاء». وكشف أنه كلّف محامياً بمتابعة ملف القضيّة، «وسأنتظر النتيجة التي على ضوئها سأتخذّ الموقف المناسب».
كلام الساحلي يؤكده المختار المنتخب نمر مراد: «يبدو أن ردة فعل بعض أصحاب النفوس الضعيفة من الذين يدّعون الحرص على مصالح المرشحين الخاسرين، تنطلق من حسابات ضيّقة يبتغيها هؤلاء من خلال ذلك». بدوره أبدى المختار الياس سركيس رغبته في عدم تضخيم الأمور مهما كانت نتيجة الحكم الذي سيصدر عن القضاء، متمنياً على جميع أبناء قريته التحلّي بروح المسؤوليّة والابتعاد عن المناكفات التي لا تصبّ في مصلحة البلدة.
الجدير ذكره أن المعركة الانتخابيّة في عين كفرزبد كانت قد شهدت تنافساً حاداً بين أبناء العائلة الواحدة للوصول إلى منصب رئيس البلديّة ومركزي المختار، (يقضي العرف بتبادل هذه المناصب مداورة كل 6 سنوات بين أبناء الطائفتين الشيعيّة والكاثوليكيّة)، ولم تخل من تدخلات سياسية فشلت مساعيها في بادئ الأمر في تأليف لائحة توافقيّة تجنّب البلدة انقسامات قد تمتد تداعياتها لأعوام طويلة.