يعود أصل كلمة «شروال» إلى الكلمة الفارسيّة «شلوار». ويرى بعض الباحثين في التراث أن أصل لفظ سروال مستمدّ من اللغة الآرامية، فيما يرى جانب آخر منهم أنه مستمدّ من اللغة الكردية. لكن، في المحصّلة، يجمع أكثر الباحثين على أنّه لباس شرقي أصيل عُرف وشاع منذ أقدم الأزمنة، حيث يعود ظهوره إلى الحقبة المسيحية، لكنه انتقل إلى العرب عموماً بواسطة الفرس الذين عرف عندهم باسم «الشلوار»، مصطلح عُرِّبَ في ما بعد ليصبح «شروال» أو سروال في بلادنا. ولا تنفصل الأزياء عن الثقافة والفن والتاريخ في أي مجتمع كان، فهي تعكس، بالدلالات التي تحملها، روح لابسيها وحضارتهم، وهي تعدّ من أهم العلامات التي تميّز الشعوب والمجتمعات. ورغم أن الأزياء لم تكن موحّدة في الأزمنة القديمة، إلا أن هناك قواسم مشتركة بين عدة بلدان، وخصوصاً إذا كانت متجاورة. لذلك تجد الشروال اللبناني شبيهاً بذلك اليوناني والقبرصي مثلاً، عدا السوري والفلسطيني والأردني. الموضة، التي تسيطر على مناطق بأكملها، تعيش دورة كاملة من الازدهار والاندثار. هكذا، مع تقدّم الوقت، انقرض الشروال في لبنان، إلا في حالات نادرة. مثلاً، لدى بعض المعمّرين في بعض القرى القديمة، ولدى طائفة الموحدين الدروز الذين يرى بعضهم في التخلّي عنه نكراناً للأصل والهوية هو بمثابة «خيانة عظمى» لإرثهم الحضاري. وفيما عدا ذلك، لا يزال الشروال ضيفاً ضرورياً في المهرجانات التراثية كحالة فولكلورية أساسية، ولدى أعضاء فرق الزفّة التي تتمسّك به كتصميم يحدد هويتها اللبنانيّة. عامر...