بعد أقل من أسبوع على إقرار قانون «محاربة الإرهاب الأصولي»، اعتقلت سلطات الباراغواي أول من أمس في مدينة سيوداد ديل إيستي اللبناني موسى حمدان (37 عاماً) الذي تتهمه الولايات المتحدة بأنه «ممول حزب الله» في المنطقة. وقالت السلطات في الباراغواي إن حمدان كان يحمل عند اعتقاله جواز سفر لبنانياً وآخر أميركياً، وأنه لم يجرِ التأكد بعد ما إذا كان الجواز الثاني مزوراً. بعد ظهر أمس (بالتوقيت اللبناني) كان حمدان قد نقل إلى مقرّ الإنتربول في أسونسيون، ومن المرجح أن يمثل اليوم أمام قاضٍ من الباراغواي، وسيستعين بمترجم لأن المتهم لا يتكلم إلا الإنكليزية. مجلس الشيوخ في الباراغواي أقرّ قبل شهر قانوناً مقتضباً أدخل صورة «الإرهابي» في التشريع، ثم أقره مجلس النواب قبل أسبوع.
حدد القانون الجديد ثلاثة أنواع من الجرائم صنفها بـ«الإرهاب» و«تأليف منظمة إرهابية» و«تمويل منظمة إرهابية». عقوبة الأولى بين 10 و30 سنة سجن، فيما الجريمتان الباقيتان عقوبتهما بين 5 و15 سنة سجن. الرئيس فرناندو لوغو أرسل القانون في بداية العام إلى الكونغرس بعدما كان قد سحبه من أدراج الكونغرس. وكان الرئيس لوغو وحلفاؤه ومنظمات حقوق الإنسان قد اعترضوا على هذا القانون، ولدى إعادته إلى الكونغرس، فضّل بعض النواب المعترضين على القانون التغيّب عن الجلسة، فيما فضل البعض الآخر التزام توجيهات الرئيس «الجديدة».

اقرار قانون مكافحة «الإرهاب» يمثّل رضوخاً للضغوط الأميركية

يمثّل القانون «رداً» على الاتهامات بأن منطقة الحدود المثلثة تؤوي وتمول «مجموعات إسلامية أصولية مثل حزب الله وحماس»، وهو رضوخ لضغوط واشنطن وعدد من المؤسسات التابعة لنفوذها مثل البنك الأميركي للتنمية والبنك الدولي ومنظمة الدول الأميركية بوضع الباراغواي على «اللائحة السوداء» للدول المتساهلة مع الإرهاب.
موسى علي حمدان مطلوب من الإنتربول الأميركي منذ عام 2008، واعتُقل بعد ملاحقة دامت 22 يوماً حسب معلومات البوليس الباراغواياني، وهو متهم بالقيام بنشاطات في عامي 2008 و2009 في فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا وبالإشراف على اجتماعات تهدف إلى تمويل منظمة حزب الله. كذلك تتضمن لائحة الاتهام التعاطي بالعملة المزورة وترويجها، وبيع جوازات سفر وبضائع إلكترونية مزورة أو غير شرعيّة بين لبنان والباراغواي وبينين، وأيضاً المتاجرة بالسيارات المسروقة بين الباراغواي والبرازيل وبينين، وقد تقدمت السفارة الأميركية بطلب لسلطات الباراغواي من أجل تسليمه للولايات المتحدة.
(الأخبار مع صحيفتي «أ ب سي كولور» و«أولتيما هورا» الباراغوايتين)