داليدا السكاف لا تزال قضية سيلينا عيسى (19 عاماً) تتفاعل في منطقة البترون، وذلك إثر الحادثة التي كادت تودي بحياتها، حيث تعرّضت لـ«الخنق على يد زميل سابق لها في المدرسة»، وفق ما قالت لـ«الأخبار». تمنع القوى الأمنية الدخول إلى غرفة سيلينا في المستشفى، إلا بعد تحصيل موافقة مسبقة. وبعد تحصيل الموافقة، تستقبلك ابتسامة سيلينا، قبل أن تبدأ الكلام والى جانبها والدها الذي لم يفارقها لحظة.
«لا شك في أنني كنت مراقبة من ذلك الشاب، الذي توعّدني منذ سنتين بأنه سينتقم مني بعد رفضي له.. لكنني لم آخذ المسألة على محمل الجدّ. كنت عائدة الى البيت عصر الاثنين الماضي، فتوقف مع رفيقه ليكلّمني ثم عمد الى تخديري، فقلت لهم إنني أودّ الجلوس لأنني لم أعد أشعر بأي عصب في جسدي. ضربني بقسوة وساعده على ذلك رفيقه وعمدا الى خنقي. كنت أسمعهما حين قالا إنهما تأكدا من موتي، فرمياني في محيط نفق شكا (رأس الشقعة) في وادٍ عميق يبلغ طوله نحو 100 متر. بعد ذلك وجدت نفسي على غصن لا يوجد سواه في كل الوادي». وتابعت سيلينا تقول: «استفقت عند السابعة والنصف مساءً ولم أشعر بالخوف، بل كنت أبحث عن سبل النجاة. أمضيت الليل في ذلك الوادي وكنت أرى البحر أمامي. وحين مرّت باخرة كبيرة رفعت يديّ لكن لم يرني أحد، ثم حاولت أن أخرج من الوادي إلاّ أنني شعرت أن ذلك مستحيل. وفي الصباح، مرّ عدد من السيّاح على الطريق العام، فسمعت أصواتهم وبدأت أصرخ، فما كان منهم سوى الاتصال بالصليب الأحمر اللبناني الذي أخرجني».
من جهته، يعبّر والد سيلينا، جورج، عن فرحه بخلاص ابنته، وعن القلق الذي أصبح يشعر به بعد هذه الحادثة، فيقول: «ما هذه الحالات البشعة التي وصل إليها مجتمعنا، أطلب من وسائل الإعلام المرئية أن تجري استفتاءً على كل الشعب اللبناني الذي من حقّه أن يقرّر هو أيضاً والى جانب القضاء اللبناني ما هو العقاب الذي يجب أن يحصل عليه هذا المجرم بعد كل ما فعله بابنتي».