«وسام الشرف برتبة عضو في الإمبراطوريّة البريطانية» هي الجائزة التي نالتها الدكتورة كلود ضومط سرحال في قصر بكنغهام مطلع العام الجاري وقلّدتها إياها الملكة إليزابيث الثانية. نالت سرحال هذه الجائزة المهمة تقديراً لعملها على مدى سنوات عديدة في «خدمة علم الآثار». ويقلد هذا الوسام سنوياً لعدد محدود من المواطنين البريطانيين الذين «ساهمت إنجازاتهم الشخصية في نهوض وتقدّم مجال عملهم في كلّ أنحاء المملكة المتحدة». والدكتورة سرحال المقيمة في لندن، والتي تحمل الجنسيتين اللبنانية والبريطانية، عالمة آثار ومديرة حفريات المتحف البريطاني في صيدا منذ 12 سنة، تاريخ بدء هذه الحفريات بالتعاون مع المديرية العامة للآثار.
احتفالاً بهذه المناسبة، أقامت السفارة البريطانية في لبنان بالتعاون مع وزارة الثقافة، حفل استقبال في المتحف الوطني في بيروت، حضره كل من السفيرة البريطانية فرنسيس غاي، رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، المهندس فريدريك حسيني ممثلاً وزير الثقافة، النائبة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي وعدد من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية والاجتماعية والنقابية.
ورأى المشاركون في كلماتهم أن الجائزة تؤكد الأهمية الدولية لمشروع صيدا الأثري، الذي كشف على مدى سنوات عديدة للشعب اللبناني وللعالم عن تاريخ مدينة من مدن لبنان الكبرى. كما أن الكتب المختصة المنشورة عن هذه الحفرية أعادت لبنان إلى واجهة الدراسات العالمية في هذا الحقل. ويأتي تكريس تأكيد أهمية هذه التنقيبات والمكتشفات التي عثر عليها، من خلال الإعلان عن إقامة متحف أثري على الموقع يُبرز للأجيال المقبلة قدم صيدا وأهميتها التاريخية.
لذا، فقد رأت السفيرة غاي في كلمتها، بعدما أشادت بالدكتورة سرحال لالتزامها، أن نشر المعلومات المكتشفة «بأن هذا ليس شرفاً للدكتورة سرحال وحدها، ولكن للبنان ولمدينة صيدا ودائرة الآثار ووزارة الثقافة التي دعمت هذا المشروع من البداية». وعن تجربتها الخاصة في زيارة الموقع، قالت غاي «ذهبت لأول مرة منذ ثلاث سنوات تقريباً. وكان ذلك في بداية صيف حار. فعدنا 5000 سنة الى الوراء ورجعنا الى الحاضر في ساعة تقريباً. وفي تلك الزيارة تجسد تاريخ صيدا المثير بالنسبة إليّ».
من جانبها، قالت سرحال إن «مسيرة طويلة من العمل الأثري قد بدأت قبل 17 عاماً. فعلى مدى السنوات الـ12 الماضية كشفت الحفريات في صيدا عن تاريخ إحدى أهم المدن الساحلية في لبنان. وقد تم عرض نتائج أعمال التنقيب في العديد من التجمعات الأكاديمية والمدن في جميع أنحاء العالم. ونوقشت أحدث الاكتشافات في نيويورك وبالتيمور وبوسطن ولندن وباريس وستراسبورغ وروما وفيينا ومدريد وبرشلونة».
(الأخبار)