ليل الأربعاء الماضي، صدرت نتائج مباراة الدخول إلى كلية الطب بالجامعة اللبنانية. اللافت هذا العام هو ازدياد عدد الناجحين من العلوم «1»

محمد محسن
كلية الطب في الجامعة اللبنانية هي جزيرة معزولة عن كل أشكال الفساد. هذا ما يقرّ به السواد الأعظم من العاملين في الشأن التربوي. فمنذ تأسيسها، هي محكومة بقوانين صارمة جعلتها تحافظ على مستواها المتقدّم حتى اليوم، وخصوصاً أنها ذات فرع واحد، يستقطب الناجحين من مختلف فروع كلية العلوم في الجامعة اللبنانية. هنا مربط الفرس. فالمنافسة بين الفروع وخصوصاً الأول والثاني كانت دائماً على أشدّها. فكل فرع يسعى الى إدخال أكبر عدد ممكن من طلابه. في نتائج هذا العام، تحوّلت الأرجحية من الفرع الثاني إلى الفرع الأول. فقديماً، كان عدد الناجحين يكون إما متقارباً، أو راجحاً لمصلحة الفرع الثاني. هذا العام، كانت النسب مختلفة، ففي اختصاص الصيدلة بلغت نسبة الناجحين من الفرع الأول 80.7%، فيما لم يحصل الفرع الثاني على أكثر من 19,3%. وفي طب الأسنان بلغت نسبة ناجحي الفرع الأول ,767%، فيما لم يحصل الفرع الثاني على أكثر من 16,7%. أما في الطب العام فقد كانت النتائج متقاربة، إذ حصد الفرع الأول 56.9% من الناجحين، فيما نال الفرع الثاني 39.6%. كذلك، تشير النتائج إلى تقدّم للفرعين الثاني والخامس، إذ نجح طالبان من كل فرع في حجز مقاعد في كلية طب الأسنان وكذلك الأمر بالنسبة الى الفرع الثالث الذي حصد مقعدين في كلية الطب العام، والفرع الرابع الذي حجز مقعداً في الكلية أيضاً. وتشير النتائج إلى أن الأوائل العشرة في طب الأسنان هم من طلاب الفرع الأول، وأن الأول في الطب العام هو طالب من الفرع الثاني، لكن كل من حازوا المراتب من الثانية إلى العاشرة هم من الفرع الأول. أما في الصيدلة، فباستثناء المرتبتين الخامسة والسابعة، فإن كل

على عكس العادة تقدّم طلاب الفرع الأول على الثاني
المقاعد هي للفرع الأول. يتحدّث متابعون لشؤون الكلية، يرفضون الكشف عن أسمائهم، عن أسباب هذا التحول في النتائج. يجمعون على عدم اعتبار ذلك انتقاصاً من مستوى الفرع الثاني، وخصوصاً أن السنوات الماضية كانت تشهد نجاحات أكبر من الذي حصل هذا العام. ما السبب إذاً؟ يشير المطّلعون إلى أمرين مهمين: زيادة إقبال طلاب العلوم في الفرع الأول على الاختصاصات العلمية «الثقيلة» كالطب والهندسة والصيدلة. أما السبب الثاني فهو تزايد عدد المتقدمين من الفرع الأول بعدما رفضوا من جامعات خاصة ذات مستوى عالٍ لأسباب يقول البعض إنها «طائفية»، وخصوصاً أن معدلاتهم عالية جداً وأحياناً تكون أفضل من معدلات طلاب مقبولين.
كذلك، يتحدث بعض الطلاب عن اختلاف في طرق حل الأسئلة. ففي إحدى المواد المهمة في مباراة الدخول، أشار طلاب إلى أن زملاءهم في الفرع الثاني حلّوا سؤالاً أساسياً بطريقة خاطئة، فيما كانت أجوبة الفرع الأول صحيحة. برأي الخبراء، تدلّ هذه النتيجة على ضرورة وضع توصيف موحّد للمواد بين كليات العلوم، وليس أن يكتب كل أستاذ مقرره بنفسه. في المحصلة، سيبدأ الناجحون عامهم الجديد، أما طلاب المباراة المقبلة، فسيتريثون قبل الوقوع في الصور النمطية، وخصوصاً أن بعض طلاب الفرع الأول درسوا في مقررات الفرع الثاني، على قاعدة أن «حظوظ طلاب الفرع الثاني أقوى من الفروع الأخرى».