هادي غناممرَّ شهر على انتهاء مهرجان بيت الدين، وعلى الزحمة التي ترافق مرور الجمهور في عصر كل يوم ولا تنتهي حتى منتصف الليل. كل هذه المتعة بسبب حضور فنانين وفرق غنائية أتت من جميع أصقاع الكون لتسحرنا بعروضها. طبعاً هذا التنويع في اختيار المشاركين في المهرجان له الدور الإيجابي في توسيع دائرة الجماهير التي تقصد مهرجان بيت الدين الدولي، ونعم، هذا المهرجان وضع الشوف على الخريطة الثقافية السياحية و أصبحت المنطقة معروفة. لكن الواقع مختلف بالنسبة إلى الناس العاديين. لا يعرفون أجواء الفرح. فأبناء المنطقة لا يهمهم إن وُضعت الشوف على الخريطة السياحية أو لم توضع. ففقدان أدنى مقوّمات الحياة جعل أبناءها يفكرون فقط بتحصيل لقمة العيش وحسب. فهل وضع الشوف على الخريطة السياحية يريح أبناءها من عناء النزول إلى بيروت لإيجاد فرص عمل؟ وهل تصبح ربطة الخبز ببلاش؟
ما هي قيمة هذا المهرجان الفعلية وما هو مردوده المباشر على أبناء المنطقة؟ لا شيء. أصحاب السيارات الفخمة الذين يمرون في الشوف لا يكترثون لأي بائع في الطريق إلى بيت الدين. طبعاً هذا لا يعني الدعوة لإلغاء المهرجان! ولكن للأسف هذا هو الواقع وما نطلبه من المنظمين لهذا المهرجان المساهمة في تقديم مشاريع ذات مردود مباشر على المنطقة. لا نطلب أن يكون الريف اللبناني مشابهاً للريف الفرنسي بل ما نطلبه هو الحد الأدنى من المشاريع القادرة على تقديم ما هو جديد للناس. لقد شبعنا من الكلام القائل إن هذا المهرجان يحرك المنطقة اقتصادياً.