إحسان المصريكان لقائي الوحيد معك حادثاً فردياً ومؤسفاً كاشتباكات برج أبي حيدر. كذلك، ظل لقاؤنا في إطار الأخوية والصداقة، كما ظلّت علاقة التحالف التي تربط حزب الله بالأحباش بعد المواجهة. وأعلم أنني لن ألتقيك مجدداً إلا بعد شهرين أو ثلاثة أشهر، بالضبط كالفواصل الزمنية التي تفصل بين اجتماعات هيئة الحوار الوطني. بعيد عنك كبعد أوطاننا عن الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. مشتاق إليك كشوق وليد جنبلاط لأرض الشام بعد غياب دام خمس سنوات، وأهجس بك كما يهجس الجنرال ميشال عون بكرسي الرئاسة الأولى.
متناقضان نحن كتيار المستقبل وحزب الله. أنا خجول كالريف وأنت جريئة كالمدينة. أنت عنصرية وبورجوازية وأنا أممي، لكنني أحبك. أملي بإقامة علاقة معك هو كأمل محمود عباس في أن يحصل على شيء من نتنياهو من خلال المفاوضات المباشرة. أريدك أن تتحدثي بالعربية أفضل من كارلوس إده. ادرسي كالشيخ سعد يا أختاه، ربما تتحسن لغتك. لا أتخيل حياتي من دونك. أريد أن نعيش سوياً، بصيغة المساكنة ربما، كما تعيش الطوائف اللبنانية، ولكن من دون عقد زواج كالميثاق الوطني، رغم أنني أخاف من أن ينتهي بنا الحال بعيش مشترك «A la libanaise». أنا شيوعي ملحد يا سيدتي، فاقد للإيمان بكل شيء. أريد إلهاً أعبده. كوني إلهتي.
أتعرفين شيئاً؟ تباً للأيديولوجيا والسياسة والأوطان والحدود والدين وكل شيء. فأنا تعب، ككل العمال والفقراء في بلادنا، لا أريد سوى أن أستلقي على فخذيك هنيهة، ثم أموت.