واحتفالاً بهذا الحدث، دعا وزير الثقافة سليم وردة سلفيه في الوزارة طارق متري وتمام سلام اللذين كانا قد عملا على الملف، الى مؤتمر صحافي عقد البارحة في المتحف الوطني «اولاً تأكيداً لاستمرارية العمل الإداري، فهذا الارشيف لم يكن ليعاد لو لم يُعمل على ذلك خلال عهديهما لينتهي اليوم، وثانياً للاحتفال بهذا الحدث الذي سيسمح بمعرفة جبيل عن كثب».
وشرح الدكتور أسعد سيف أهمية استعادة هذا الارشيف «الذي يخبر عن فترات أثرية عرفتها مدينة جبيل، واكتشفها دونان ثم أزالها خلال الحفريات. فجبيل الرومانية، والبيزنطية، والاموية كانت ظاهرة في تلك الحفريات ولم يبق ما يخبر عنها إلا هذا الارشيف».
وقال وزير الاعلام طارق متري إن «استرداد الارشيف من سويسرا لم يكن بالامر السهل، فحينما بدأت المفاوضات كان هناك تردد ونوع من الرفض لإعادة هذه المستندات الى بلدها الأم. وطرحت أسئلة
لم يبق من جبيل الرومانية والبيزنطية والأموية إلا هذا الأرشيف
أما عمليات الاسترجاع فقد كانت في الواقع مرآة لوضع الآثار في لبنان. فوزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار أتمّا المراسلات، ثم تدخلت جمعية إنماء لدفع تكاليف سفر البعثة اللبنانية الى سويسرا وتوضيب الارشيف على أيدي شركات مختصة. ثم كان لشركة طيران الشرق الاوسط المشاركة في عملية الشحن من جنيف الى بيروت. بهذا، تكون عملية استرداد أرشيف أحد أهم المواقع الاثرية في لبنان أتت بشكل «عونة» تشابكت فيها أيدي من يهتم لآثار هذا البلد. والسؤال الذي يطرح حالياً من سيدعم مشاريع دراسة هذا الارشيف؟