قبل أن أنهي سؤالي اغرورقت عيناها بالدموع، وروت لي حكايتها. «لن يسمحوا لي بالدراسة في كلية الطب لأن عليّ تسديد بقية الرسوم. إنه مبلغ يفوق 1500 دولار لم أستطع دفعه، ولم أستطع إقناع إدارة الجامعة بتأجيل الرسوم أو خفضها، ولا أدري ماذا أفعل؟ فكرت في الانتساب لكلية التجارة حتى أعمل في أي
أمثال هذه الطالبة كثر في جامعتنا وعلينا مساعدتهم
هذه حكاية طالبة متفوقة في كلية الطب تدفعها الظروف المادية لأن تبدأ حياة مبنية على الكذب. (...) وأمثال هذه الطالبة كثر في جامعتنا. قد تكون إدارة الجامعة على حق في التشديد على تحصيل الرسوم الدراسية، وفي تصعيب الحصول على الإعفاءات والخفوضات والتأجيلات، وبخاصة في ظل ازدياد عمليات التزوير والوساطات الكاذبة، لكن هناك من الطلاب من هم فعلاً غير قادرين على الاستمرار في الجامعة بسبب العجز المادي، ومن واجب الجامعة أن تساعدهم بأية طريقة ليكملوا دراستهم وهم معتزون بأنفسهم، وبخاصة إذا لم يكونوا متعثرين دراسياً، بل كانوا ممن تشهد مستوياتهم بأنهم طلبة جادون، لم يأتوا للجامعة إلا للدراسة.
أرى أن حل مشكلات هؤلاء الطلاب والطالبات تبدأ بتأليف لجنة لهذا الغرض، مهمتها إجراء دراسة حالة سريعة، ويا حبذا لو تألّفت اللجنة من بعض عضوات هيئة التدريس لأنهن الأحرص على تقديم تقارير حقيقية عن كل حالة في وقت سريع بدون انتظار المكافأة.
رئيس الجامعة ونوابه آباء قبل أن يكونوا مسؤولين، وعندي ثقة بأنهم لن يترددوا في إعانة الطلبة المستحقين.
* نائب رئيس مركز أبحاث النوع الاجتماعي والتنمية في جامعة صنعاء