البقاع ــ أسامة القادرييتغيّر المشهد في ساحة شتورا بين ليلة وضحاها كلما اقتربت نهاية رمضان. «العجقة» المعهودة في الأيام الأخيرة للعيد، تتكوّن من صراخ سائقي السيارات والفانات العمومية العاملة بين بيروت وشتورا وسوريا، لتقلّ العمال السوريين الذاهبين لقضاء عطلة عيد الفطر مع ذويهم، وتستمر حتى ساعات متأخرة من بعد منتصف الليل. مشهد الازدحام يتكرر عند نقطتي الأمن العام والجمارك اللبنانيّين، كما في سوق بر الياس التجاري على خط بيروت دمشق. هكذا تضيق الطريق بسيارات المواطنين الذين يقصدون المحالّ المنتشرة على «ضفّتيها» للتبضع بمستلزمات العيد من حلويات وثياب، إلّا أنّ هذا الازدحام يبدو لأهل المنطقة من غير بهجة، حيث غابت السنة الزينة «الضوئية» المعتادة، عن الشوارع الرئيسية وشرفات المنازل.
«حركة بلا بركة»، بهذه الكلمات يشير حسين موسى إلى تراجع الحركة، عازياً ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة، ولأنّ الزبائن «يريدون أن يضربوا عصفورين بحجر واحد»، «فمعظمهم «يتبضّعون» ثياباً لأولادهم بما يناسب العيد والمدرسة في آنٍ واحد» التي قدّم موعد دخولها وزير التربية، مفاجئاً من ظنوا أنهم نظّموا أولوياتهم على أساس: عيد، مدرسة، مونة شتوية وتدفئة.
«اللافتات» التي على أبواب المحال تشير إلى حسم «50 و70% على الألبسة»، لكنها لم تجذب الزبائن، هذا ما أقرّ به أبو سمير، صاحب محل لبيع الألبسة في سوق بر الياس. أما حسناء شحادي، فلم تكن تتنقّل من محل إلى آخر، من أجل سعر أقل، «بيرفعوا السعر 3 أضعاف وبعدين بيحطوا سولد 70%»، تقول مشكّكة، وهي تفتش في بنطلون تشتريه لابنها عن «ديفو» (عيب) لعلّها تستطيع أن «تنزّل» سعره أكثر.
أما أبو ياسر، المنهمك في حساب تكاليف ألبسة من «البابوج للطربوش» لأطفاله السبعة، فيحمد ربه على أن يوم العيد ليس بعيداً عن الأيام الأولى للدراسة، «الواحد منا على شو بدو يلحّق تيلحّق؟ على الأقساط أم المازوت أم لقمة العيش؟». لا ينسى أبو ياسر تذكير زوجته بالاتفاق بينهما: أن لا «تختاري الموديلات الصيفية للعيد، لأن الصيف خلص». ما يهدّد بأنّ أولاده سوف يعيّدون بثياب شتوية.
«بنحط معاش الشهر بيومين وبنقعد بقية الشهر بالدين»، يقول رائد خلف، وهو يحاول أن يستفيد من التنزيلات على أسعار الثياب الشعبية لأبنائه، كي يوفّر ثمن الحلويات ليوم العيد «والعيدية» المفترض أن يوزعها على أبنائه على عادته.