نهر البارد ــ عبد الكافي الصمدلم تتحسّن الأحوال في مخيم نهر البارد. فعجلة إعادة الإعمار مستمرة في التباطؤ. الأسباب كثيرة، لكن أهمها صوم عمّال ورشة إعادة إعمار رزم المخيم. ففي العودة إلى الرزمة الأولى التي من المفترض أن تسلّمها الأونروا أواخر العام الجاري، ما زال العمل، على خلاف المأمول، يسير بطيئاً، الأمر الذي دعا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إلى الطلب من المتعهّد، في بيان أصدرته أخيراً، «تقديم خطة عمل مفصلة لتعويض التأخير بعد عيد الفطر». طلب الأونروا جاء بعد «الإحساس بهذا البطء في ورشة الإعمار، حيث بات العمّال يغادرون مكان عملهم عند الثانية عشرة ظهراً، مبدين عدم رغبتهم في العمل وقتاً إضافياً، برغم أن هذا العمل الإضافي يشمل زيادة 50% على أجر الساعة». لكن، لا حياة لمن تنادي، لن تعود عملية إعادة الإعمار إلى وتيرتها السابقة، قبل انتهاء شهر رمضان. كل ذلك لم يمنع وكالة الأونروا من الطلب من جميع المتعهدين العاملين في المخيم دفع أجور العمال قبل عيد الفطر.
طُمرت الطبقة الأولى في 3 بلوكات من أصل 7 في الرزمة الثانية
في مقابل العمل البطيء في الرزمة الأولى الذي قد يكون من أسبابه تأخير التسليم، يبدو أن العمل يمشي على قدم وساق في الرزمة الثانية حيث أتمّت شركة «دنش للمقاولات» طمر الطبقة الأولى في ثلاثة بلوكات من أصل سبعة في المخيّم المكوّن من ثماني رزم. وفي الوقت نفسه، تستمر المديرية العامة للآثار في مسحها الآثار الموجودة في البلوكات الأربعة الباقية في الرزمة، تمهيداً لطمرها هي الأخرى، حالما تنتهي المديرية من عملها.
على صعيد آخر، أوضحت الأونروا في بيان أصدرته أول من أمس، أن «التأخير الذي حصل في توزيع المواد الغذائية خلال شهر رمضان عائد إلى إجراءات لوجستية، ولم يكن مقصوداً»، وأن «الجهات المانحة تتبرع عادة للأونروا بعد أن يكون شهر رمضان قد بدأ، وذلك يستوجب بعض الوقت لتقسيم الحصص حسب أوضاع الأهالي». وأكدت الوكالة أن «كل حالات العسر الشديد للأسر الفلسطينية المقيمة في لبنان تعامل بالمثل، سواء كانت نازحة من مخيم نهر البارد أو لم تكن كذلك». ولفتت إلى أن «الأونروا كانت تدرس كل حالة وتطبق عليها المعايير التي وُضعت لها ومن ثم تقدّر لها المساعدة اللازمة». ما يجري هنا، «يطبّق أيضاً على عملية التوزيع»، أضاف بيان الأونروا التوضيحي. وبعيداً عن مخيم البارد، أعلنت الأونروا أن بئر مياه أبو جميع في مخيم البداوي قد «عاد للعمل طبيعياً في المخيم بعد إعادة تأهيله وتعميقه من 100 متر إلى 175 متراً بمساعدة من مؤسسة الغوث الإنساني للتنمية». وأكدت أن «البئر أصبح يوفر مياه الشفة لأهالي المخيم الذين عانوا نقصاً في المياه على مدى الأسابيع الماضية».