محمد نزالكان يمكن أن يكون أي صحافي مكانه. أُهين، شُتم، ضُرب، وكل «ذنبه» أنه أراد نقل الخبر إلى الناس. هذا ما حصل مع الزميل بيار يوسف، المصوّر في المؤسسة اللبنانية للإرسال «LBC»، بحسب ما جاء في ادّعائه الذي تقدم به أمام القوى الأمنية. قبل أسبوع، شب حريق في فندق «ريجنسي بالاس» ــــ أدما، بفعل إطلاق أسهم نارية داخل الفندق ولكن قبل إزالة الستائر. أدّى الحريق إلى إصابة 3 أشخاص بإعياء شديد، نتيجة تنشق الدخان المنبعث، ومن بينهم العريس الذي كان يحتفي بعرسه. توجّه الزميل بيار إلى الفندق لتصوير الخبر، ولكن، وبدون مقدمات، انهال الضرب عليه من كل حدب وصوب. «أكثر ما أتذكره، أن أحد الأشخاص ركض من بعيد وركلني على بطني، كنت ممدداً على الأرض حينها، ما أدّى إلى كسر في أحد أضلاعي»، يقول بيار. نُقل إلى المستشفى، وعاينه طبيب شرعي، فتبين أنه يعاني كسراً في أحد الأضلاع، وورماً واحمراراً في الرأس والظهر واليد والرجل، وطُلبت له الراحة 10 أيام. حتى تلك اللحظة لم يكن بيار يعرف سبب الاعتداء الذي تعرض له، بل إلى الآن لا يزال الأمر مبهماً، «فربما أكبر طبيب نفسي يعجز عن فهم سبب الفعل الذي أقدموا عليه، أمر غريب جداً».
بعد 3 أيّام على ادّعائه، اتصل به عدد من المدّعى عليهم، وسألوه إن كان يريد إسقاط الادعاء مقابل تعويض مادي ومعنوي، فرفض ذلك، مصراً على أن تأخذ العدالة مجراها. مرّ يومان قبل أن يتفاجأ باستدعاء القوى الأمنية له، وإخباره أن مدّعى عليه من الأشخاص الذين كان قد ادّعى عليهم، فتحول هنا «من ضحية معتدى عليه، إلى شخص يتساوى مع الجلاد». يقول بيار «يبدو أنهم تقدموا بشكوى مقابل شكواي للضغط علي بغية إسقطاء الادعاء، ولكني لن أفعل، أخذت الفيديو إلى القوى الأمنية وأريتهم ما حصل بالتفصيل، فاتصلوا بالمدّعي العام وأطلقوا سراحي بسند إقامة، علماً بأن شكوى الآخرين علي حملت عنوان «إهانة وضرب وشتم»، يا للغرابة».
يُشار إلى أن LBC أثارت الموضوع في مقدمة نشرتها الأخبارية، أول من أمس، وخاصة أن الحادثة لم تكن الأولى التي تحصل مع بيار، إذ كان قد تعرّض لاعتداء مشابه مطلع آب الفائت، وذلك في منطقة بقعتوتة أثناء مشاركته في إعداد تقرير عن المرامل والكسّارات.