أسامة القادريأول من أمس أوقف الجيش اللبناني سودانيين متهمين بالدخول إلى لبنان بطريقة غير شرعية، جرت العملية في البقاع، لكن الصور والأخبار التي نشرت، لفتت إلى أن التوقيف تم بأسلوب قاسٍ جداً، إذ تعرض موقوفون للضرب. أثار هذا التصرف ردة فعل واستنكاراً من عاملين في مجال حقوق الإنسان. الصحافيون لم يسلموا أيضاً من المعاملة السيئة، ضابط حملة المداهمة هدد بإطلاق النار على أي «صحافي» يحاول اللحاق بهم، على مسمع جميع الإعلاميين في كفرزبد حيث جرت عملية التوقيف. اقتيد ثمانية سودانيين بعد توقيفهم على مرأى من الإعلاميين الذين ابتعدوا قليلاً حتى لا يتعرضوا للإهانة وتكسير كاميراتهم. كما تعرض عمال لبنانيون يعملون قرب المزرعة للضرب المبرح من العناصر. أما الموقوفون فقد ضُربوا بأعقاب البنادق واللكمات وتعرضوا للشتم من عسكريين، ثم كُبّلوا بـ«الشرائط» البلاستيكية إلى الخلف. وقد ندد «مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب» في بيان اليوم بـ«المعاملة المهينة واللاإنسانية لعدد من اللاجئين السودانيين»، وأدان «الممارسات العنصرية، ودعا إلى معاقبة المعتدين والتعاطي مع اللاجئين السودانيين أو مع غيرهم بصورة إنسانية».
من جهة ثانية، وفي إطار الكلام عن التحقيق مع «المتسللين والسائق الذي كان يقتاد عدداً منهم»، لفت مسؤول أمني إلى أن الموقوفين قدموا من سوريا بمعاونة مهرب لبناني، وقطعوا طريقاً جبلياً وعراً شمالي منطقة وادي عنجر، القريبة من بلدة كفرزبد ومحاذية للحدود السورية غير الشرعية، ومكثوا في إحدى المزارع في كفرزبد حسب إفادة الموقوفين، ليتم تجميعهم فيها، وتم التعرف إلى المكان الموجودة فيه المجموعة الأخرى من المتسللين، المنتظرين دور نقلهم إلى بيروت، من السائق الموقوف الذي اقتادته دورية المداهمة، ليدلهم إلى المكان الذي نقلهم منه، وبالفعل قامت دورية استخبارات الجيش بمؤازرة وحدات فوج التدخل الثاني، وداهمت المكان المحدد في بلدة كفرزبد في جو أمني مشدد.