بنت جبيل ـ داني الأمينلا يعرف اللبنانيون من أين تأتيهم المصائب، فيروس للعيون ينتشر انتشار النار في الهشيم، انفلونزا غير مفهومة الظروف تقتل مواطناً، أبقار نافقة في البحر من دون رؤوس، تحط على طول الشواطئ اللبنانية بعدما رمتها باخرة مواش مجهولة في عرض البحر، سفينة كبريت تحترق وتلوث المياه، اشتباكات تتفجر بين حين وآخر في الأحياء بدون سبب ظاهر، مياه الشفة تختلط بمياه الصرف الصحي في ظل أزمة كهرباء غير مسبوقة وموجة حر بدورها غير مسبوقة، أزمة مياه مقبلة بدأت تباشيرها بالظهور، زحمات سير خرافية تسببها ورش إصلاح الطرق العامة وتغييرها، حوادث سير تقتل أكثر مما قتلت الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006، خطف مواطنين على خلفية مشاكل مادية، الخ... تبدو السلامة العامة في مهب ريح لا يعرف المواطن اللبناني من أين ستهب عليه. هكذا، وفي السياق ذاته، أصيب المراهق حسن علي دباجة (16 عاماً) بجروح خطرة ليل أوّل من أمس، إثر سقوط دراجته النارية في حفرة كبيرة متخلفة عن ورشة أشغال تابعة لمصلحة مياه الجنوب، في وسط الطريق عند مسلك الدورة ــــ يارون. حفرة، لم يكلف أحد نفسه بوضع أي علامة أو إشارة تحذير بقربها، كما يفترض عادة في أبسط قواعد الحرص على السلامة العامة. الفتى دباجة الذي يفترض أنه لا يجوز له قيادة الدراجة النارية أصلاً، لم تمنعه القوى الأمنية من ذلك، فقد اعتاد كغيره من الأولاد والمراهقين نتيجة إهمال الرقابة على تطبيق قانون السير، قيادة الدراجات

لم يكن هناك على الطريق أي إشارة تحذير من الحفرة

النارية والسيارات دون رقيب، لكن الإهمال الأكبر أتى من مصلحة مياه الجنوب، كما يقول أبناء بنت جبيل، «لقد وقع حسن في حفرة كبيرة جداً حفرها موظفو مصلحة المياه وتركوها دون إنذار الأهالي أو وضع ما يشير إلى وجودها»، تقول زينب بزي، التي اعتبرت أن «هناك من يجب أن يتحمّل المسؤولية لمعالجة حسن الذي أصيب إصابة حرجة في رجله وبعض أنحاء جسده». وكانت إحدى النساء التي عبرت الشارع صدفة في الليل، قد لاحظت وجود الفتى مرمياً في الحفرة وبجانبه دراجة نارية في الخندق المذكور حيث سارعت إلى إعلام بعض الأهالي المقيمين قريباً من المكان، فحضر عدد من الشباب وعملوا على انتشال حسن، الذي علقت رجله في قسطل المياه الموجود في أسفل الحفرة وأغمي عليه من شدّة الألم. وقد نُقل على الفور إلى مستشفى الشهيد صلاح غندور الأقرب. لكن تبيّن أن الإصابة حرجة وتحتاج إلى عناية مشدّدة، ما استدعى نقله إلى أحد مستشفيات صيدا. وقد احتشد عدد من الأهالي أمام المستشفى للاطمئنان على صحة الجريح الذي لا يزال فاقداً الوعي. ويذكر أن الحفرة بعمق نحو متر وعرض متر أيضاً، ولم توضع أي عوازل تمنع من السقوط فيها، وخصوصاً في الليل عند انقطاع التيار الكهربائي.