رامي زريقمنذ بضعة أيام، نظّمت «الجمعية اللبنانية لدعم قانون المقاطعة» مؤتمراً صحافياً كان أول أهدافه الإعلان عن إطلاق الجمعية التي تعنى برصد الخروق التي يتعرض لها قانون مقاطعة العدو، وملاحقة المخالفين قانونياً، مع تنظيم الندوات لنشر الوعي بضرورة المقاطعة ومواجهة التطبيع على أشكاله، ولا سيما الأكاديمي والثقافي. أما الهدف الثاني، فكان تسليط الضوء على ندوة تطبيعية نظمت أخيراً في إيطاليا تحت عنوان: «نحو ثقافة جديدة للسلام والتنمية في الشرق الأوسط: دور التعاون الجامعي»، وأشار برنامجها إلى أنها تضمّ ممثلين عن إيطاليا، قبرص، لبنان، إسرائيل، مصر، أفغانستان، بالإضافة الى شخص واحد من الضفة الغربية. وكان الوفد اللبناني، بحسب البرنامج، أكبر الوفود وأرفعها مستوى بعد الوفد الإيطالي، حيث كان من المرتقب أن يضمّ ممثلين عن الجامعة اللبنانية واثنين عن جامعة الكسليك، على أن يترأس الوفد الدكتور سليم الصايغ، وزير الشؤون الاجتماعية. وعُلمَ أن الجامعة اللبنانية قد امتنعت عن تلبية الدعوة مراعاةً لقانون المقاطعة، بينما لم يُعلم شيء عن مسار الندوة ولا عن مشاركة الوزير أو جامعة الكسليك.
تمثّل هذه الدعوة نموذجاً كلاسيكياً عن محاولات زجّ لبنان في عملية التطبيع الأكاديمي مع العدو وفتح قنوات تواصل ثنائية. لنأخذ مثلاً اللغة المستعملة في العنوان: «تقافة السلام». فالغرب لم يستعمل يوماً كلمة السلام إلا لمصلحة «إسرائيل» ولشرعنة سلبها أرض فلسطين ولبنان وسوريا واضطهاد الشعب العربي. وبحسب آخر المعلومات، لا يزال لبنان في حالة حرب مع العدو الإسرائيلي. فماذا يفعل اسم وزير الشؤون الاجتماعية الذي لم ينفِ ولم يؤكد مشاركته في ندوة تأخذ من أفغانستان مثالاً للسلام في الشرق الأوسط؟