كان بلال (اسم مستعار) يقف على طريق عام الشويفات منتظراً سيارة أجرة. وصلت إحداها فتبين أن سائقها هو صديقه أحمد (اسم مستعار) فصعد معه. تبادلا أطراف الحديث أثناء شرب الكحول قبل أن يتفقا على سلب الركاب الذين سيصعدون معهما.أوقف راكب على جانب الطريق السيارة، طالباً الذهاب الى منطقة بشامون. أجابه السائق موافقاً فصعد الراكب. سارت السيارة للحظات قبل أن يتوقف سائقها الى جانب الطريق، نزل بلال ليصعد في المقعد الخلفي قرب الراكب الجديد. تحرش أحمد بالراكب فما كان من الأخير إلا أن نهره، عندها ضربه أحمد على وجهه فبدأ أنفه بالنزيف. ولم يكتف بذلك بل قرر الصديقان العودة أدراجهما بالراكب باتجاه الشويفات. أوقفا السيارة في مكان منعزل داخل أحد الأحراج. أجبر بلال الراكب على النزول من السيارة ثم جرّده من ملابسه، خلع أحمد بدوره سرواله محاولاً إغتصاب الراكب. لكن الأخير منعه بعدما رش على عينيه كمية من الرمل. غضب بلال وراح يضرب الراكب بعدما أعاده الى السيارة. طلب من أحمد أن يعطيه سكيناً، فناوله الأخير إياها. فراح المتهم يهدد الراكب بها، وأمره أن يعطيه ما يملك من نقود. خاف الاخير وأعطاه مبلغ 22000 ليرة وإخراج قيده. إلا أن المتهم لم يكتف بهذا الحد، فأمره بأن يخلع سرواله وهو في السيارة. استجاب الأخير مرغماً، فراح المتهم يمزق له سرواله الداخلي بالسكين وسط غناء السائق وضحكه وبكاء الراكب وتوسله الصديقين تركه، لكن توسّلاته لم تشفع له.
أجبر بلال الراكب على النزول من السيارة ثم جرّده من ملابسه
قرر المتهمان متابعة أعمال سلب الركاب فيما لا يزال الراكب المعتدى عليه برفقتهما. صعد في السيارة أحد الاشخاص، لكن مظهره لم يعجب أحمد الذي طلب من صديقه إنزاله. تابعا سيرهما ثم أوقفا السيارة في منطقة السان تريز. نزل أحمد لشراء البيرة، عندها فتح الراكب باب السيارة وركض باتجاه حاجز للجيش. انتبه لهما الحاجز المذكور، وتمكن من إلقاء القبض على أحمد، بينما تمكن بلال من الهرب، ثم ألقي القبض عليه لاحقاً.
اعترف أحمد بالوقائع المعروضة أمام المحقق العدلي العسكري في الشرطة العسكرية، ثم أمام فصيلة الحدث – بعبدا. كذلك أقرّ بأن السكين المستخدمة في التهديد تعود له، لكنه عاد وأنكر إفادته الاستنطاقية. في المقابل، أنكر بلال ما أسند إليه وأضاف أنه لا يذكر ما حدث معه في تلك الليلة، لأنه كان بحالة السكر.
تأيدت الوقائع بالادعاء الشخصي للراكب المعتدى عليه محمد ج. والادعاء العام، وبالمضبوطات من سكين مطبخ ومقص. كذلك بالتحقيقات الاولية والاستجواب التمهيدي وفرار المتهمين.
أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان، برئاسة القاضي هنري الخوري والمستشارين ماجدة مزيحم وربيع الحسامي، حكماً غيابياً بعد فرار المتهمين، قضى بإنزال عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة بحق كل من بلال وأحمد وتجريدهما من حقوقهما المدنية بعد إدغام العقوبات بحقهما. وقضت المحكمة أيضاً، بمنعهما من التصرف بأموالهما أو إدارتها، وتعيين رئيس قلم المحكمة قيّماً لإدارة هذه الأموال. كذلك تقرر تأكيد إنفاذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحق كل منهما مع تضمينهما النفقات المستحقة كلها.
(الأخبار)