جنّ جنون شاب، فراح يعنّف والديه ويكسر مقتنيات منزله في منطقة برج حمود. الكلمات المذكورة لخّصت مفاد اتصال ورد إلى غرفة عمليات سرية الجديدة، فانتقلت دورية من عناصر فصيلة درك برج حمود على الفور إلى المكان. اتّضح لعناصرها أن المشتبه فيه يدعى كمال (اسم مستعار)، فاقتادوه إلى مقر الفصيلة حيث اعترف أثناء التحقيق معه بأنه يتعاطى المخدرات. لذلك أحيل، بناءً على إشارة النيابة العامة، إلى مكتب مكافحة المخدرات المركزي.اعترف كمال بأن صديقه سمير (اسم مستعار) علّمه تعاطي المخدرات، وكانا يذهبان معاً إلى حي السلم لشرائها. الصديق «الوفي» لم يكمل تزويد كمال بحاجته من المخدرات بسبب إلقاء القبض عليه وإدخاله السجن، لذلك بحث كمال عن مصدر آخر ليشبع حاجته «الطارئة» إلى «الكيف»، فتمكن من العثور على شخص يلقّب بـ«زدييك»، الموقوف حالياً في رومية.
كان القدر أو ربما الصدفة تقف في كل مرة في وجه كمال. فكل تاجر كان يبيع المخدرات لكمال كان يصدف أنه يتعرّض للتوقيف.
المصدر ما قبل الأخير لكمال، كان شخصاً يدعى ماجد أ. الملقّب بـ«أبو حبيب». وسيلة اللقاء بينهما كانت الهاتف، لكن مطعّمة بقليل من البوليسية، حيث كان كمال يتصل به في كل مرّة على رقم هاتف مختلف يرسله له «أبو حبيب». يُجري الاتّصال فيسلمه المجيب المخدرات في مكان وزمان يحددهما له. يلفت كمال هنا إلى أنه توقّف عن الشراء من «أبو حبيب» قبل ثلاثة أسابيع من توقيفه، لكنه لم يذكر السبب.
اعترف كمال بأن صديقه علّمه تعاطي المخدرات
لكن قد يكون القرب المكاني، إذ علم أن هناك أشخاصاً على الطريق في محلة برج حمود يبيعون المخدرات، وهم طوني ع. وطوني د. وإسكندر أ.، أمّا الوسيلة فاختلفت قليلاً، إذ أوضح الموقوف أنه كان يعطي المال لصديق له يدعى جوزف أ.، يلقّب بـ«جان فاس»، يرافقه بعدها إلى برج حمود حيث يدفع الصديق المال للثلاثة ويحصل منهم على المخدرات قبل أن يسلّمها إليه.
اعترافات كمال أسهمت في إلقاء القبض على التجّار الثلاثة. فقد انتقلت دورية من عناصر مكتب مكافحة المخدرات إلى محلة برج حمود، مصطحبة معها المدّعى عليه كمال ليرشدهم إلى مكان وجود المدّعى عليهما إسكندر وطوني، فأوقفا، ولدى تفتيشهما لم يعثر مع المدّعى عليه طوني على أي ممنوع، لكن عثر في حوزة زميله إسكندر على ورقة نايلون بداخلها عدة مظاريف تحتوي على كمية ثلاثة غرامات من مادة الهيرويين المخدّرة.
طوني وإسكندر لم يكونا وحدهما، فقد اتّضح لعناصر الدورية وجود شخص ثالث كان مع المدعى عليهما، ولدى تفتيشه عثر في حوزته على مظروف بداخله سبعة غرامات من مادة الهيرويين المخدّرة، فأوقف واقتيد الثلاثة إلى التحقيق.
تقرر وفقاً لمطالعة قاضي التحقيق في جبل لبنان، الرئيس محمد بدران، اعتبار فعل المدّعى عليهم عادل وإسكندر وزينب وماجد من قبيل جناية المادتين 125 و126 من قانون المخدرات الرقم 673/98.
كذلك تقرر الظن بهم وبالمدعى عليه كمال بموجب أحكام المادة 127 من قانون المخدرات الرقم 673/98.
(الأخبار)