جوانا عازار«بدنا مدرستنا تفتح وما رح نروح أبداً على غير مدرسة»، تقول التلميذة بياترا صوما (9 سنوات) في مدرسة مشمش المتوسّطة الرسميّة. وصلت صوما وزملاؤها إلى المدرسة أمس، ليفاجأوا بتعميم صادر عن وزارة التربية يقضي بالتحاق أساتذة مدرسة مشمش بمدارس أخرى، تنفيذاً لقرار الوزارة بإقفال المدرسة ودمجها بمدرسة ترتج الرسميّة.
احتجاجاً على القرار، قطع الطلاب وأهاليهم طريق المدرسة منذ التاسعة صباحاً، حاملين لافتات كتب عليها: «مدرستنا حضارتنا، أطفالنا مستقبلنا، فكيف تقفل مدرستنا؟»، «هل نكافئ مدرسة ناجحة بالإقفال؟»، و«إقفال مدرستنا جريمة لا تغتفر». ثم راح بعض التلامذة يدقّون جرس الكنيسة الملاصقة لمبنى المدرسة حزناً، فيما غنّى آخرون «منرفض نحنا نموت»... «رح نضلّ قاعدين عالطريق تَ تفتح المدرسة»، تقول ألوندرا أبي حنّا. أما بيار أبي حنّا، فيؤكد أننا «لو بقينا كلّ السنة معتصمين، ما في شي بيهزّنا من مدرستنا».
هي غصّة واحدة يتقاسمها التلامذة والأساتذة على حدّ سواء. هؤلاء الذين يتابعون الدروس في الصفوف منذ أسبوعين عادوا إلى الشارع رغم كلّ الوعود المبشّرة بإعادة فتح المدرسة. طوني نون، أحد المعتصمين، يقول: «أولادي تخرّجوا من هذه المدرسة ووصلوا إلى أفضل الجامعات، لذا أعتصم مع أهل مشمش دفاعاً عن حقّنا في عدم إقفال مدرستنا». منى نون، ابنة مشمش، سألت «هل يرضى وزير التربية أن يبقى أولاده على الطريق من دون أن يتابعوا علمهم؟».
جوزف خوري، أب لثلاثة أولاد يتعلّمون في مدرسة مشمش أعلن أن «كلّ الخطوات ممكنة بعد هذا الاعتصام، ولن نسكت عن حقّنا». تضيف نسرين أبي حنّا «لو بالدين سنعلّم أولادنا لكن في مدرسة مشمش من دون غيرها». أما ميشال نون، فتحدّث بدوره باسم بلديّة مشمش، مشيراً إلى أنّ «الاعتصام هو بداية تحرّك سلميّ أوسع، ستكون خطوته الثانية الاعتصام أمام سرايا جبيل وبعدها أمام وزارة التربية والتعليم العالي، ولن نتراجع قبل أن تفتح المدرسة أبوابها من جديد».
أمّا المحامي روبير نون، فكشف لـ«الأخبار» أنّ الدولة لم تدفع منذ أربع سنوات بدل إيجار المدرسة لوقف مدرسة مار يوسف وهو يبلغ 20 مليون ليرة فقط والوقف لم يطالبها به، بل على العكس بنى غرفتين جديدتين للمدرسة بناءً على طلب إدارتها.
يضيف وكيل وقف مدرسة مار يوسف البير نون أنّ المدرسة غير متعثّرة كما أشيع في القرار، وعدد طلابها 65 طالباً، وهي صاحبة تاريخ عريق وبالتالي فإنّ قرار إقفالها ودمجها تعسّفي. يسأل كيف يعقل أن تدمج مدرسة فيها 65 طالباً بمدرسة فيها سبعة طلاب؟ يلخص المشهد بالقول: «مشمش موجوعة».