بسام القنطار«في إشيا ما ضروري تعرفها. بس في إشيا إذا ما بتعرفها، كارثة» بهذه الجملة يخاطب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اللبنانيين داعياً إياهم الى التعرف إلى الخطوات الأساسية التي تحمي حياتهم وتخفف عنهم أضرار الزلازل والحرائق والفيضانات في حال وقوعها.
تفترض الحملة الإعلانية التي تموّلها الأمم المتحدة من خلال وحدة الحد من مخاطر الكوارث في رئاسة الحكومة، أن «الكارثة» هي في عدم وعي اللبنانيين لما يجب عليهم فعله في حال وقوع كوارث طبيعية. لكن كوارث لا تبدو أقل خطورة ترتبط بآلية التعاطي الرسمي مع هذا الموضوع الحساس يمكن الاسهاب في شرحها. الكارثة الأولى، هي أن الحكومة رغم الإنذار غير المسبوق للهزات المتكررة في صريفا عام ٢٠٠٨ وما تلاها، لم تُجر بعد دراسة شاملة بشأن الأبنية العامة في لبنان للبدء بمشروع جدي وتنفيذي لتدعيمها أو هدمها إذا ثبت أنها لن تقوى على هزات قوية أو زلازل مدمرة.
الكارثة الثانية، هي في غياب مؤسسة جامعة للجهات المعنية بإدارة الكوارث، رغم الآمال الكبيرة المعلقة على «الوحدة» التي أُتبعت برئاسة الحكومة، والتي إذا كررت التجارب المريرة مع الهيئة العليا للإغاثة وآلية عملها تقع الكارثة.
لكن «لبنان يستعدّ»، أو الأصح هذا ما بشّرنا به الحفل الذي رعاه رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلاً بمستشاره للشؤون الإنمائية فادي فواز في السرايا الحكومية قبل ظهر أمس، الذي نظم لمناسبة اليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث. وتخلّله إطلاق حملة إعلانية وإعلامية تحت عنوان «ما بيصرلك شي اذا تحضرت»، بهدف نشر التوعية والمعرفة في موضوع الحد من مخاطر الكوارث. الممثلة المقيمة للبرنامج مارتا رويداس، أشارت إلى «أن 168 دولة اعتمدت قبل خمسة اعوام إطار عمل هيوجو الذي يعرض مجموعة من الأولويات بغية إحراز خفض مهم في الخسائر الناجمة عن الكوارث بحلول 2015، وذلك في ما يتعلق بالأرواح البشرية والممتلكات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للدول والمجتمعات. وتشير مراجعة حديثة للأمم المتحدة عام 2009 وشملت 62 بلداً، إلى تفاوت التقدم المحرز نحو تحقيق هذا الهدف». أضافت: «يعدّ ما حدث في لبنان اليوم على درجة من الأهمية لكونه يبعث إشارة واضحة حول التزام الحكومة اللبنانية المضي قدماً في جدول أعمال إدارة الكوارث». بدوره، أعلن فواز أن الحكومة أصدرت التعليمات الى القطاعات بإعداد لوائح بما ينقصهم لتأمينه». ولفت إلى أن «لبنان يحتاج إلى تطوير قدراته في مجال الترقب والتحضر، والعمل على تنظيم التنسيق ما بين مختلف الإدارات المعنية».
أخيراً سلّم فواز كلًّا من رؤساء بلديات بيروت، صيدا، بعلبك، صور، جبيل وطرابلس، شهادات انضمام الى الحملة الوطنية للتخفيف من مخاطر الكوارث. وأمل أن «تنضمّ إلى الحملة لاحقاً وتباعاً كل البلديات اللبنانية».