وفيق الهواريلا يتعدى عدد أهالي المية ومية، المقيمين فيها، الألف. إلا أن النطاق العقاري للبلدة يجعلها مسؤولة عن أكثر من عشرة آلاف شخص آخرين مقيمين في الأحياء الآتية: حي الإسماعيلية، حي السهول، الهمشري ومشاريع الهبة. مسؤولية كانت البلدية السابقة متقاعسة عنها، وينتظر المقيمون ما ستقدّمه البلدية الجديدة. يقول عضو اللجنة الشعبية في مشاريع الهبة، حسن عبد شناعة: «يقيم في منطقة المشاريع أكثر من 300 عائلة أكثريتها فلسطينية. ولا تقدم لنا البلدية أية خدمات باستثناء شركة NTCC لجمع النفايات». يضيف: «هذا الوضع دفعنا إلى تأليف لجنة شعبية من 30 عضواً تهتم بأوضاع الحي، أنارته وزرعت عدداً من الأشجار ورقّعت الطرقات الداخلية، وكل هذه من واجبات البلدية التي تتقاضى منا رسوماً بلدية».
ويتوسّم شناعة خيراً في المجلس البلدي الجديد في المية ومية، بعدما كانت العلاقة شبه مقطوعة مع المجلس السابق، كاشفاً أن «اللجنة التقت رئيس البلدية الجديد ورفعت له عريضة بمطالبهم ومنها: تنظيف شوارع الحي دورياً، إصلاح الطرقات وترقيع الحفر، وضع مستوعبات للنفايات أمام المحال التجارية، حلّ مشكلة مدخل الحي حيث ترفض الباصات دخوله بسبب صعوبة المرور، وقد وعدنا خيراً».
لا تختلف أوضاع حي السهول، التي تشرحها شادية الحجلي (مربية أطفال) بالآتي: «إذا مررت اليوم تجد أن مياه المجارير تسيل على الشارع العام، كما نعاني الانقطاع الدائم لمياه الشفة. وشوارع الحي مظلمة ليلاً، أما الطرقات فحدّث ولا حرج، والنفايات مصيبة بحد ذاتها. وبعد مراجعات عدة مع المجلس البلدي السابق اتفقنا على دفع 75 ألف ليرة لبنانية شهرياً لأحد العمال لقاء جمع النفايات من الحي. وأنا أذهب شهرياً إلى البلدية مع طابع مالي لتسلّم المبلغ. واليوم، بعد مرور شهرين على الانتخابات الأخيرة لم أتسلّم شيئاً من البلدية، وأدفع أجرة العامل من جيبي الخاص».
وتتدخل ملاك أرقه دان (طالبة مهنية): «نريد من البلدية أن تمارس دورها بصفتها سلطة محلية، وخصوصاً أن تجاوزات سابقة حصلت بإعطاء رخص لزيادة بناء بعض المنازل من دون مسوغ قانوني ومقابل أموال تفوق الرسوم القانونية. إلى جانب المطالب المرفوعة نودّ أن يكون هناك قانون يساوي بين المواطنين».
يدفع كل منزل في حي الإسماعيلية مبلغ 15 ألف ليرة لعامل نفايات يدعى أبو النور لقاء جمعه النفايات من البيوت «لأن البلدية رفضت إرسال عامل نفايات عندما طلبنا منها، وأخيراً لم يعد بيك أب النفايات يأتي لأخذ النفايات المجمعة» حسب قول مرام الصالح (طالبة جامعية). وحي الإسماعيلية حي سكني أنشئ في تسعينات القرن الماضي، يضم نحو 300 عائلة، ويواجه أهالي الحي مشكلة تنظيم مواقف السيارات بسبب ضيق الطرق الداخلية للحي، الأمر الذي تسبب في مشاكل بين الأهالي، ورفضت البلدية التدخل في هذا الموضوع. وتشدّد الصالح على أهمية تأليف لجنة تمثل المقيمين لتنظيم العلاقة مع المجلس البلدي لبلدة المية ومية. رئيس البلدية المهندس الياس فرنسيس تحدّث عن أولويات أخرى تناولها برنامجه الانتخابي، منها: «تحسين البنى التحتية للبلدة، فشبكات المياه بحاجة إلى تغيير، كذلك شبكات الريّ بسبب تمزّق الأنابيب وسيل المياه في الشوارع العامة. إضافة إلى تعبيد الطرق الرئيسية والتي لم ترَ الزفت منذ 5 أعوام». ويضيف فرنسيس «سنعمل على إعادة تأهيل مدخل البلدة عند المدرسة الإنجيلية بالتعاون مع بلدية حارة صيدا والمدرسة نفسها، كما سنبني قاعة للاجتماعات العامة وهي عبارة عن مشروع دار السلام مع بيت المغترب». وعن العلاقة مع المقيمين في نطاق المية ومية البلدي يقول: «العلاقة معهم ممتازة ونقدّم لهم الخدمات ضمن إمكانات البلدية وهذه واجباتنا نحوهم». وعن التواصل معهم وخصوصاً الشباب، يجيب: «يأتي هذا التواصل مع الوقت من خلال المدارس مثلاً، مما يقرّب ما بينهم». وعن الملاحظات التي يبديها المقيمون يؤكد فرنسيس «أنها مشكلة المجلس البلدي السابق، وأنا لست مسؤولاً عنها».