خالد الغربيلم يعد «جبل الزبالة» في صيدا بحاجة الى قدوم فصل الشتاء وهبوب العواصف كي تتساقط كتل نفاياته في البحر ناشرة التلوث والسموم فيه، إذ لاحظ بعض المواطنين منذ ما قبل الشتوة العاصفة الأخيرة، أن «جزراً» عائمة من النفايات، راحت تطفو منذ أيام فوق مياه البحر عند سفح المكب «الجبل». جزر متحركة كانت تارة تقترب من الشاطئ وتارة تنأى حتى لتظنها جزيرة إضافية تُرى من عند الشاطئ الصيداوي. هكذا استبق «الفرع الجديد» للمكب، وهو فرع استحدث موقعه منذ ستة أشهر، موعد الشتاء ليلقي بعضاً من فائض «شروره» في البحر. ولاحظ عابرون من أمام المكبّ أن كمية النفايات التي سقطت أخيراً في البحر كانت لافتة، وهي انتشرت فوق مساحة لا بأس بها. أما لماذا عدّل المكب وفرعه المستحدث في جدول أعماله ولم ينتظر الشتاء وعواصفه ليرمي كتله في البحر؟ يقول المهندس محمد جمعة الذي كان يتريض في المكان، رداً على سؤال لـ«الأخبار»، إن جلّ ما في الأمر «أن أرض المستحدث من المكب، أي الموقع الجديد، لم تُعدّ بطريقة فنية مدروسة قائمة على عزل النفايات عن محيطها المائي، على عكس القسم القديم من المكب الذي يتمتع بحاجز مائي يفصل بين موج البحر وموقع النفايات، إضافة الى وجود «بلاطة» صلبة تحت جبل النفايات، وهو أمر غير متوفر في القسم الجديد الذي تضرب الأمواج مباشرة نفاياته» فتأخذ منها ما تشاء وتُرجع ما تشاء الى الشاطئ مع فائق الشكر. ويلفت أحد جيران المكب واسمه محمد ياسين، إلى أنه حتى «البلاطة» والفاصل عن البحر لم يكونا كافيين للحد من تساقط النفايات عندما كان يحل الشتاء بعواصفه. «فقد كانت كتل الزبالة تتطاير وتتساقط بغزارة في البحر، فما بالك اليوم من دون عازل وأرضية صالحة؟» يتساءل.
ويتخوف الكثير من الصيداويين من أن سقوط «الجبل» في البحر سيكون مروعاً عندما يأتي الشتاء، حيث يتوقعون أن يسبحوا في بحر من القمامة. بينما رأى عمال جمع الخردة الذين يعملون فوق قمة المكب متحملين رائحة لا يمكن تحملها، أن «البروفات الأولية» المحدودة التي حصلت، توحي أنّ «انهياراً نفاياتياً كبيراً» سيحصل مع حلول الشتاء حتى ولو لم يكن الشتاء المقبل قاسياً». وهو أمر أكّده بدوره المهندس جمعة قائلاً «إذا نفخ الهواء شوية وارتفع الموج شوية، فإن ذلك كفيل بسقوط كميات كبيرة من النفايات في البحر».
ولوحظ استحداث طريق جديد داخل المكب لعبور الشاحنات الى قمته. ولم يعرف ما اذا كان ذلك تدبيراً احترازياً قبل حلول الشتاء وتفادي خطر الانزلاق على المسلك القديم، أو أن استحداث مسلك جديد هدفه الاستفادة من مساحة الطريق القديم لكي ترمى فيها النفايات.