عبد الكافي الصمدتطوّر مسلسل إلقاء القنابل على منطقتي باب التبانة وجبل محسن في طرابلس، على نحو دراماتيكي في الآونة الأخيرة. فبعد سقوط قنبلة إينرغا ليل السبت الماضي في جبل محسن، وأخرى قبلها ليل الأربعاء في المنطقة نفسها، تكرر الأمر ليل أول من أمس، لكن مع سقوط قنبلتين، إحداهما في طلعة الكواع في جبل محسن، والأخرى بعد دقائق قرب الجامع الناصري في باب التبانة. اقتصرت الأضرار على تحطم زجاج سيارات، إلا أن الأجواء توترت على الرغم من عدم سقوط ضحايا أو جرحى بين المدنيين.
هذه الأجواء دفعت مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديموقراطي، رفعت عيد، وهو الحزب صاحب النفوذ الأكبر في جبل محسن، إلى التحذير من أنه «سنبقى ساكتين ما دامت القنابل لا توقع ضحايا أو خسائر في الأرواح، ولكن إذا سقط ضحايا فإن موقفي سيكون الوقوف إلى جانب أهل الضحية، لا الى جانب الدولة».
عيد الذي أوضح لـ«الأخبار» أن القنبلة الأخيرة «هي الـ 49 التي تستهدف منطقتنا منذ إقرار المصالحة الطرابلسية في أيلول 2008»، أشار إلى أنه «منذ سنتين وأنا أهدّئ الشارع، لكن الدولة لا تتحمل مسؤولياتها ولا تقوم بواجبها، وفاعليات طرابلس غائبون عن السمع، إلى درجة أنه لم يصدر عنهم بيان استنكار. فهل إذا سقطت القنابل في أحياء طرابلسية خارج الجبل أو التبانة، كالمنلا أو المعرض وغيرهما، أو في بعبدا أو بيت الوسط، يبقون ساكتين؟»، لافتاً إلى أنه «من جهتنا نقوم بما يجب علينا، إنما على الآخرين مساعدتنا، لأنه إذا «فلت الملقّ» فلا أحد يعرف إلى أين ستصل الأمور». وقد حمّل عيد الأجهزة الأمنية المسؤولية، معتبراً أنه «إما أن تكون بعض الأجهزة الأمنية على علم بمطلقي القنابل وتغطيهم، وإما أن القيّمين على الأمن ليسوا بمستوى المسؤولية، ومقصّرين ويجب محاسبتهم». غير أن إمام مسجد حربا في باب التبانة الشيخ مازن المحمد، وهو أحد فاعليات المنطقة، أوضح لـ«الأخبار» أن «الأوضاع عندنا انعكاس للتشنج السياسي في بيروت، فإذا حبلت هناك فإنها تخلّف هنا». ورجّح المحمد «وجود قرار بتسخين خط التماس بين المنطقتين على ضوء إلقاء القنابل يومياً، مع تغيير على المحاور»، وحذر من أنه «إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فإن احتمال تفجير الوضع يصبح ممكناً». بدوره، نبّه عضو كتلة المستقبل النائب بدر ونّوس إلى أن «مكان إطلاق القنابل بات معلوماً من مختلف الجهات، ومطلقها أصبح معروفاً لدى القوى الأمنية، التي عليها واجب الكشف عن هويته وجلبه إلى قفص العدالة».