عاد مسلسل إلقاء قنابل الإنيرغا بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن مساء أول من أمس، بسقوط قنبلة على طلعة الشمال المؤدية إلى وسط منطقة جبل محسن، من غير أن تؤدي إلى وقوع إصابات، لكن حركة الاحتجاج التي قام بها سكان المنطقة لاحقاً، وقطعهم الطريق لفترة من الزمن، أعطيا دليلاً على أن فتيل الأزمة لا يزال موجوداً، وأنه قابل للاشتعال في أي لحظة. واللافت في الأمر، أن إلقاء القنابل يعود إلى سابق عهده بين المنطقتين كلما عاد التوتر السياسي إلى الساحة، ما يجعل هذه القنابل بمثابة مؤشر للبارومتر السياسي في البلاد، وعبارة عن رسائل توجه في أكثر من اتجاه، كما أن إلقاءها يترافق أيضاً مع حصول أي حدث أو تطور ما، وهو ما حصل عند إلقاء قنبلة على خط التماس بين المنطقتين، ليل يوم الأربعاء الماضي، في أعقاب زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بلدة الكواشرة في عكار، برفقة رئيس الحكومة سعد الحريري. قنبلة أول من أمس سقطت قرابة التاسعة والربع ليلاً قرب منزل أحد المواطنين في طلعة الشمال، اقتصرت أضرارها على الماديات ولم ينتج منها سقوط أي ضحايا أو وقوع إصابات، لكن حالة من الهلع والتوتر سادت المنطقة، ما دفع أهلها بعد ذلك بفترة وجيزة للنزول إلى الشارع وقطع الطريق أكثر من نصف ساعة، ورددوا هتافات تنديد واحتجاج على مسلسل استهداف منطقتهم بالقنابل الذي يتكرر من وقت إلى آخر، قبل أن يفتح الجيش اللبناني الطريق بالتعاون مع فاعليات المنطقة، ويعيدوا الهدوء إلى الشوارع المتفرعة التي شهدت غلياناً، في موازاة تسييره دوريات وإقامته حواجز ثابتة ومتنقلة، وتنفيذه حملة مداهمات. عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي عبد اللطيف صالح أوضح لـ«الأخبار» أن «القضية وضعناها في عهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي طالبناه بوضع حد لاستهداف المنطقة بهذا الشكل»، مضيفاً «بذلنا جهوداً كبيرة ليل أول من أمس لاحتواء ردة فعل الشارع الغاضبة، تداركاً لحصول تصعيد لا نريده».وكشف صالح أنه «لدينا معلومات مؤكدة أن القنبلة أطلقت من منطقة باب التبانة باتجاهنا، كما نعرف أيضاً اسم الشخص الذي أطلقها، وأطلعنا القوى الأمنية عليه، ما يدفعنا للتساؤل: هل هناك طرف ما لا يجد نفسه مستفيداً من حالة الهدوء السائدة بين المنطقتين في الفترة الأخيرة، فأراد تعكير الأجواء والعودة إلى توتير الوضع مجدداً، وهل علينا أن ندفع ضريبة الدم في كل مرة؟».
ع. ك. ص.