بعد العشاء الذي قدمته منال جواد لضيوفها، وكانت زينته سلطة تتألف من شرائح الأفوكادو وحبيبات الذرة والأرضي شوكي والهليون وأوراق الخس مع المايونيز والزيت والخل، ارتأت أن تقدم حلوى تتألف من مخفوق الأفوكادو مع الحليب والعسل، زينتها بالجوز واللوز والفستق الحلبي.فبعدما توسّعت رقعة زراعة تلك الثمرة في الجنوب، اهتدى السكان إلى استهلاكها وتبارت ربّات المنازل في التفنن بإعدادها، ليصبح استخدامها متنوعاً اليوم في المائدة الجنوبية. فإلى السلطة التي أتينا على ذكرها سابقاً، تقترح منال وصفة أخرى «يمكننا أن نستخدم شرائح الأفوكادو مع أوراق الملفوف الأحمر وشرائح الشمندر وبعض الجبن وسمك التونا، يضاف إليها الحامض والمايونيز والزيت والبهارات ونقدمها صحناً يعرف بالسلطة الروسية».
بالإضافة إلى الحوامض والسلطات، يصلح تناول الأفوكادو أيضاً مع العسل أو السكر، بعد قطع الثمرة إلى نصفين، وإزالة بذرتها الضخمة، وتؤكل بالملعقة مباشرة من قلب الثمرة التي لن يبقى منها سوى القشرة.
كذلك، يسري على الأفوكادو النيء ما يسري على «متبّل» الباذنجان حيث يكون لذيذاً إذا ما هُرس، وأضيف إليه الثوم المدقوق، والحامض والملح وزيت الزيتون. وتفضله السيدة «سلامة» مع الخردل المخفوق بالملح والزيت والخل الأبيض أو الحامض، فتضعه فوق الثمرة المشطورة نصفين، وتقدمه إلى ضيوفها. أما في العصير، فيستخدم الأفوكادو مع الحليب والعسل، ويضاف إليه الموز أو التفاح أو الاثنين معاً، ويقدم مثلجاً مكتمل الغذاء.
ورغم شيوع زراعة الأفوكادو حالياً، إلا أن تاريخ معرفة الجنوبيين بها قديم. فقد بدأت تتوافد إلى المناطق الجنوبية منذ أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، من خلال المهاجرين الأوائل إلى أفريقيا، الذين استقدموا النصوب وزرعوها أمام بيوتهم، لكن لم يألفها الجميع إلا أخيراً، بعدما أدركوا أهميتها الغذائية وسهولة زراعتها.
وبالرغم من انتشارها الواسع، اليوم، لا يزال البعض يتجنبون تناول الأفوكادو بكميات كبيرة، نظراً إلى ارتفاع نسبة الدهون فيها، مع أن معظمها من الدهون الأحادية غير المشبعة المفيدة للصحة، ولصحة القلب خصوصاً. ويحتوي نصف ثمرة أفوكادو كبيرة على 20 غراماً من الدهون، لكن ثلثي هذه الدهون أحادية غير مشبعة، وهي خالية من الكوليسترول، وتحتوي كذلك على ضعف كمية الألياف الغذائية الموجودة في تفاحتين. والمعروف أن الألياف الغذائية مهمة جداً في ضبط مستويات السكر في الدم، وفي الوقاية من الإمساك ومن سرطان القولون.
لكن تبقى مشكلة وحيدة في الإكثار من تناول الأفوكادو، هي السعرات الحرارية العالية التي قد تُسهم في زيادة السمنة.
كامل....