عين الحلوة ــ خالد الغربييمكن القول إنّ الذكرى غابت، لتنضم إلى «الغيابات» الأخرى، عن الأحداث الوطنية، التي كان المخيم يضج بها. هكذا، ساد جوّ من التساؤل بين العديد من أبناء عين الحلوة. محمد الأسدي مثلاً، سأل عن «أسباب هذا التراجع في هذا المخيم تحديداً». برأيه، عين الحلوة هو «أم الصبي في المسائل المتعلقة بالمصير الفلسطيني»، ثم يسأل «وين الفلسطينيي؟» يلمس المشارك في الاعتصام «خنوعاً»، سببه «تراجع المشروع التحرري الفلسطيني»، كما يقول. وكم من بلفور عربي باع الأرض؟ وكم من اتفاق لتقسيم فلسطين؟ يسأل الرجل. ويلاقيه في هذه الأسئلة مشارك آخر، هو محمود حجير. بدوره، يأسف هذا الأخير لغياب «الوعي الوطني الفلسطيني»، عازياً ذلك إلى «كون المخيم قد بات مجتمعاً معزولاً غارقاً في قضاياه الصغيرة وهموم أبنائه المعيشية». وطبعاً، لم يفت اللاجئ التذكير بحجم «التآمر على فلسطين وعدم وجود قيادات محلية فلسطينية تحثّ الفلسطينيين على مواصلة درب الجلجلة ومواصلة النضال الفلسطيني والاستمرار به»، مبدياً حنقه على القيادات المحلية الفلسطينية.
المشاركون في الاعتصام غاضبون من «قيادات تتلهّى بالقشور، وتعمل لمصالحها الضيقة وتترك الشعب الفلسطيني وقضاياه للقضاء والقدر». كان المشهد لافتاً حين همّ المعتصمون بالرحيل، إذ أطلّ صوت «أبو عربي»، بائع القهوة المعروف في المخيم، قائلاً: «قهوة مرّة، مؤامرة مستمرة».