تنطلق اليوم حملة تبادل الكتب المدرسية التي ينظّمها مكتب الأشرفية في التيار الوطني الحر. تهدف الحملة إلى تأمين الكتب المستعملة لأكبر عدد من التلامذة في المدارس الرسمية والخاصة
ديما شريف
يخيم السكون على قاعة جانبية في مركز التيار الوطني الحر في الأشرفية. تنهمك الناشطة في التيار كاتيا ماضي في نقل الكتب إلى طاولة كبيرة تتوسط القاعة. فكاتيا وزملاؤها من المتطوعين يريدون وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات لافتتاح حملة تبادل الكتب المدرسية التي تنطلق مساء اليوم، برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية.
للسنة الثالثة على التوالي، ينظم مكتب الأشرفية في التيار حملة تبادل الكتب المدرسية التي تستمر أسابيع عدة. إذ يستقبل المكتب في الأسبوع الأول من انطلاق المشروع الكتب المستعملة التي يحضرها الأهل إلى المركز. ويسلم الأهل مع الكتب المستعملة لائحة بالكتب التي يريدونها في المقابل. يقوم المتطوعون في التيار بالفرز وفق مرحلتين. ففي المرحلة الأولى يجري «تعريب» الكتب المتشابهة بعضها مع بعض حسب المواد، ليصار في المرحلة الثانية إلى فرز كل المواد وفقاً للصفوف. ولاحقاً يجري الاتصال بالأهل وإعطاؤهم ما يجري تأمينه من كتب لهم.
يلفت منسق المكتب ميشال متني إلى أنّ عدداً كبيراًً من الأهالي يتبرع بكتب أولاده ولا يطلب كتباً في المقابل. والأولوية في البداية لمن تبرع بكتب أولاده للحصول على كتب في المقابل. تؤكد كاتيا ماضي أنّ الكتب الموجودة في المركز تعود إلى المراحل الدراسية المختلفة. لكن هناك صعوبة في تأمين كتب مرحلة الحضانة لكون التلامذة يكتبون عليها، وبالتالي يتعذّر استعمالها مرة أخرى.
لم يحتفظ القيّمون على المشروع بأي إحصاءات وأرقام عن المرحلة الأولى من المشروع، لكن يؤكد متني أنّ ما يزيد على سبعين عائلة استفادت من المشروع السنة الماضية وجرى توزيع 250 كتاباً عليهم. وجرى الاحتفاظ بما بقي من كتب من السنة الماضية لاستقبال الكتب الممنوحة هذه السنة. وسيعاد توزيع قرطاسية مع الكتب هذه السنة كما حصل في النسخة الأولى من المشروع. تأسف ماضي على تلامذة المدارس الخاصة الذين لا يستطيعون المشاركة في التبادل كل سنة، وبجميع كتبهم، لكون مدارسهم تعمد أحياناً إلى تغيير الكتاب والطبعة. ويشارك في المشروع عشرة متطوعين عبر مجموعات تضم ثلاثة أو أربعة أشخاص.
يعتمد المتطوعون على الملصقات والمناشير لترويج مشروعهم، وقد حصلوا على ردود فعل مشجعة، وصلت إلى تبرع أحدهم بكتب جامعية في اختصاص الطب، ما يعني أنّ المشروع قد يتبلور في المستقبل ويتطور ليشمل الاختصاصات الجامعية. ويأمل المشرفون على المشروع أن يتطور المشروع لتتولى المدارس بنفسها هذا التبادل.
يخطط مكتب الأشرفية لمشاريع تربوية مستقبلية منها إمكان مساندة التلامذة في الدراسة، وخصوصاً في المواد العلمية. إلى جانب ذلك، يدرس القيمون على المكتب تنظيم نشاطات ترفيهية وتربوية يوم السبت من كل أسبوع للأطفال والتلاميذ، إضافة إلى أنّ هناك نية لإقامة دورات لتعليم اللغات.
يعمل ناشطو التيار الوطني الحر إذاً على وضع مكتبهم بتصرف الناس ليكون مكاناً للتبادل المجاني والمساعدة بينهم، على أمل تخفيف العبء عن كاهل الأهل مع عودة أولادهم إلى المدارس.