القاهرة ــ منتصر حجازي السبت : لا شيء
الأحد: لا شيء
الأثنين: لا شيء
الثلاثاء: لا شيء
الأربعاء: لا شيء
الخميس: لا شيء
الجمعة : إجازة من اللاشيء
لا أعتقد أن بياناتي مهمة لأي شخص، وأعرف أنك لن تهتم بها، وذلك لأسباب عديدة: أولها أنني لست نجماً غنائياً وآخرها أنك لست شرطياً لتسألني عن بطاقة الهوية.
إذاً .. فلنتجاوز التعارف. ولكن أرجوك لا تكن كلاسيكياً في تصوّرك. فأنا لست متجهم الوجه ذا لحية مهملة وثياب رثة كما تفترض الصورة النمطية للعاطلين عن العمل.
أصحو من نومي عصراً لأتناول كوب القهوة «المحوّج» بدعوات أمي: «ربنا يرزقك بشغل». أرتدي ثيابي وأخرج لأجوب شوارع «وسط البلد»، أنظر إلى واجهات المحال التي رصّت فيها الملابس بذوق يفتقر إلى أدنى المعايير الجمالية، ثم أذهب إلى المقهى، أطلب كوباً من الشاي وأصابع يدي تعبث في جيب بنطلوني لعد الأوراق القليلة الباقية من المبلغ الهزيل الذي أقرضتني إياه الوالدة.يأتيني النادل بكوب الشاي وهو يتأفف، فهو يدرك أن البقشيش لا يعرف لحسابي طريقاً. وكيف يعرف وإلى جانب تذكرة أتوبيس هيئة النقل العام وثمن علبة السجائر «الخشباترا» (بدل السجائر الوطنية كيلوبترا، ونطلق عليها هذا الاسم هنا لأن محتواها نصفه من نثور الخشب)، لا يبقى من منحة الوالدة سوى ما يكفيني لاحتساء كوبين أو ثلاثة من الشاي، أتجرعها متمنياً أن يأتي يوم أفاجئ فيه النادل ببعض البقشيش.