دلال حربقالت لي صديقتي معاتبةً: «ما لك وهذه العلاقة! الزلمي يصغرك بخمس سنين. غداً يتركك لواحدة أصغر منك! هل تصرفين عليه؟»
قالت لي أمي مثنيةً: «يا حبيبتي، هذه حياتك. لا تديري أذنك لأحد. ولأكون صريحة معك، أفضل لك أن يكون أصغر منك. هكذا تديرينه بالطريقة التي تريدين وتفرضين القواعد التي تناسبك. لا أريد لك رجلاً يتحكم برقبتك وأنت متعلمة ومثقفة، وأرى في هذا الشاب كل الخير لك. هل يحبك؟».
قال لي أبي مشككاً: «أرى أن هذا الشاب يلحق بك أينما ذهبت. هناك ما يجري بينكما أنتما الاثنان، لقد لاحظت ذلك. ولكن يا بيّي، وأنت تعرفين أنني ربيتك قوية ومستقلة لتحكمي على حياتك بنفسك، المرأة تشيخ قبل الرجل وبسرعة. وزيادةً، هو شابٌ الآن في أول «طلعته»، ويكون اندفاع الشاب في هذا العمر حثيثاً وأهوجَ في الوقت نفسه. ألا يزعجك ذلك؟».
قال لي صديقي منافساً: «هذا الشاب روعة. اتفقت معه في اللحظة نفسها التي تعرفت فيه عليها. وأعجبني إلمامه بسباقات السيارات والدراجات. ولكن هل يعرف أكثر مني في راليات السيارات ذات الدفع الرباعي؟».
قالت لي صاحبتي مُفحمةً: «برافو والله. لقد تفوقت علينا كلنا وصاحبت الأصغر عمراً. تستحقين لقب «البيدوفيل» بشرف. والآن بصراحة، هل قصتكما جدية؟».
قال لي صديقي الأكبر سناً، محلّلاً: «الآن عرفت لماذا ظللت ترفضين دعواتي المتكررة لويك ــــ أند غير شكل معي... لا ألومك. بيني وبينه، تفضلين حتماً الربيع على الخريف. هل يشبع رغباتك؟».
قال وقالت. قالوا ولم يسكتوا.
أحبه ويحبني. أصرف عليه وعلي. أغرمت به بفضل اندفاعه الأهوج والحثيث. نقيضي في الأهواء والثقافة، خليلي في الغنج والأحاديث المروّحة عن النفس. حميميتنا الأولى وكأنني عرفته لسنين طويلة. تكلمنا عن مشهد عروسين يصلان إلى الحفل على متن دراجة نارية...
سألته عن صبايا صغيرات في السن، وأجابني بأنه يفضل المرأة «الشبعانة» والعالمة بخفايا الحياة. سألني عن الرجال الأكبر سناً، وأجبته بأني أفضل «الصبي» الشقي الذي يغرف في الحياة بشغف ونهم.
قال لي: «لا أصدق أننا تركنا. لم أستوعب الفكرة بعد. كيف لصقنا بعضنا ببعض لسنتين ونيف، وعلى الرغم من كل شيء؟».
قلت له: «يا صبي، لا أقدر على البعد بعد الآن. أنت هناك وأنا هنا. المسافة قاتلة. الله يلعن الجغرافيا».