أسعد ذبيانيقف نيكولاس وأحمد في طرف الغرفة، واضعَين على رأسيهما «قروناً» شيطانية تحت لوحة تحمل اسم «شر ستان». تقترب ليلى لتنضم إليهما لكنهما يصدّانها. يغيّران موقعهما فيجلسان تحت لوحة «رواق ستان» ويضعان نظارات مضحكة، يستمتعان بالإصغاء إلى الأغاني وتبادل «القفشات» قبل أن تحاول ليلى الانضمام إليهما مجدداً، فتلقى منهما هذه المرة «ضربة تصد ما ترد». بسرعة، يتغيّر اللباس ليصبح على رأس الممثلين المبتسمين طوق الملائكة، بينما يتفيّآن في ظل لوحة «بلاد كل الناس»، فيضمان ليلى إليهما هذه المرة.
هذا ليس مشهداً من تمثيلية مسرحية، ولا مجرد رسالة بأنّ كل إنسان سيجد مكاناً ليُؤويه في نهاية الأمر، إنّها مشهدية قام بها المشاركون في ورشة العمل الأولى التي نظمتها جمعية «Aie Serve» في مقهى «ة مربوطة» في الحمرا كخطوة أولى في مشروع «رحلة الشرق الأوسط».
يتميز المشروع بأنّه يتمحور بكامله حول الشباب
يهدف المشروع إلى إطلاق «كارافان» من الباصات تجول لبنان، سوريا، الأردن، وفلسطين تحمل على متنها شباباً من هذه البلدان، إضافةً إلى الدنمارك (البلد الممول للرحلة). يتوقف الباص في مدن عدة أياماً قليلة يعبّر فيها المشاركون عن أنفسهم بطريقة تضمن مشاركة شباب هذه المدن في الأنشطة التي يجرونها. يقول رئيس Aie Serve عفيف طبش إنّ الهدف من المشروع هو «حمل الشباب على تبادل الأفكار، المشاريع، الآمال والأفكار. كما أنّه برنامج يستهدفهم، يضيف إلى خبراتهم ويعطيهم فرصة للتعريف ببلدانهم». يتميز المشروع بأنّه يتمحور بكامله حول الشباب، من خلال المشاركة، التنظيم، وضع المشاريع، وتطوير أفكار جديدة للتواصل.
بنى بشارة، ندى وآن مجسم «سيرك» وعمّاله تحت شعار «لكلّ منّا موهبة» قبل أن يسألوا المشاركين العزف على آلات موسيقية وهمية ليكوّنوا سيركاً حياً. هذه الخطوة جاءت في سياق جلسة «الإبداع».
تقول طالبة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية ليلى قبلان إنّها تسعى إلى اكتشاف معنى الهوية العربية من خلال مشاركتها في الرحلة المزمعة في آب 2010. قدمت وزملاءها فكرة التبادل الثقافي من خلال عرض أفلام قصيرة من مدن بلاد الشام، تنقل إلى المشاهدين أفكار المجتمعات الصغيرة وثقافاتها، فيما يسعى طالب الفندقية في جامعة هايكازيان مروان جفال إلى أن يجري التبادل من خلال مسرح جوّال يشارك فيه شباب المدن المختلفة. بينما قدمت طالبة الكيمياء في AUB بتول الحكيم فكرة توثيق الرحلة عبر الفيديو. أما طالبة العلاقات الدولية في AUB ندى الشدياق فقدمت فكرة تدريب الفتيات على ممارسة رياضة «الركبي» التي تفيد بإزالة التوتر.
وقُدّمت مشاريع أخرى مثل إعادة تدوير النفايات، نشر مقالات السكان المحليين على مدونات إلكترونية، رسم على الجدران، وغيرها. تعدّ ورشة العمل هذه خطوة في المسيرة التي تستمر عاماً، إذ تحاول الجمعية بلورة هذه الأفكار وصياغتها بطريقة فعالة أكثر لتخرج منها مشاريع مكتملة تنطلق على متن «البوسطة».