اختتم، أمس، طلاب معهد الفنون الجميلة في الفرع الأول معرضاً امتد ثلاثة أيام في مجمع الحدث، عرضوا فيه أفضل أعمالهم ومشاريعهم
زينب صالح
امتلأت ثلاث قاعات كبيرة في القسم الأرضي من كلية الفنون الجميلة في الحدث بأعمال طلاب الفنون التشكيلية والهندسة المعمارية والتصميم الغرافيكي، الذين أرادوا إظهار مواهبهم و«إثبات وجودنا» بحسب أحدهم، الطالب حسين الحاج حيدر الذي يستنكر «التهميش الذي تتعرّض له الجامعة اللبنانية لمصلحة الجامعات الخاصة، وخاصة في مجال الفنون». وتأكيداً لكلامه، يضيف زميله، «أرسلنا دعوات إلى AUB وLIU وLAU، فلبّى بعض الأساتذة الدعوة وأُعجبوا بأعمالنا».
استقرّ طلاب العمارة في قاعة كبيرة وضعوا فيها تصاميمهم المعمارية ولوحاتهم المرسومة بخط اليد، وعلّقوا إلى جانبها، على سبيل المقارنة، صوراً مطبوعة عن الإنترنت لتصاميم مبان سكنية وأخرى تجارية ومؤسسات حكومية بُنيت حديثاً في الغرب. و«لدينا الكفاءات العلمية اللازمة لتصميمها وبنائها، لكن تنقصنا السيولة»، كما تقول وفاء، الطالبة في السنة الثالثة في كلية العمارة، قبل أن تكمل شرحها عن تصميم المبنى السكني التجاري الذي استغرق إعداده منها 4 أشهر من العمل، ونال أعلى علامة من بين مشاريع زملائها.
بعض الطلاب لا يزالون يسدّدون أقساط مشاريعهم
أما في قاعة الفنون التشكيلية، فقد رتّبت اللوحات بعناية وإتقان، وتفاوتت بين الرسم التجريدي والزيتي والـmix media والفسيفساء والأعمال الفخارية والتصوير الفوتوغرافي. تناولت الأعمال مواضيع كثيرة ومتنوعة: عبد المطلب السيد رسم الفضاء بالألوان الزيتية كما يتخيّله، مع كائناته وسفنه المرعبة، بينما رسم الطالب محمد سعد صورة للسياسيين مجتمعين «ظنّها الجميع صورة فوتوغرافية، وهنا تكمن براعة الرسام»، كما يقول. أما اللوحة الكبيرة التي استحوذت على أنظار الزائرين واهتمامهم، فقد كانت للطالبة خولة طفيلي، وهي تجسّد عائلة مزارع عربي فقير بألوان صاخبة وزاهية. الأعمال الفخارية جاءت بمثابة «التذكير بالتراث»، والفسيفساء «لمواجهة تحدي إتقان الفنون الدقيقة والصعبة»، كما شرح البعض. أما قسم الفنون الإعلانية، فقد احتوى على عدد أكبر من مشاركات الطلاب الآملين «بتحصيل عمل في إحدى الشركات التي زار ممثّلوها المعرض وأُعجبوا بأعمالنا»، كما تقول فاطمة فرحات التي عملت على تجسيد نظرية الفيلسوف الألماني كانط بشأن «الوصول إلى المعرفة» في أربع لوحات مزجت فيها بين الرسم التجريدي والتصميم. أما شربل بركات، فقد أنجز عملاً فنياً كلّفه 300 دولار و3 أشهر من العمل بين بحث وتنفيذ «مثّلت فيه الأديان السماوية وضمّنته بعض العبارات من الإنجيل والقرآن بهدف توضيح أن الدين أرسل من أجل سعادة الإنسان لا تعاسته». أعمال أخرى تخلّلها المعرض من نماذج عن إعلانات تجارية وتصاميم صناديق ودمى.
في نهاية المعرض، انتقد الطلاب بالإجماع وسائل الإعلام التي حضرت ولم تُعر المعرض أهمية كافية، بل ركّزت على أعمال الأساتذة في معرضهم الدائم، ومعرض الفنان الإيراني، المحاذيَين لمعرضهم. فقد أولى الطلاب الإعلان عن معرضهم والترويج له عناية خاصة، إذ وزّعوا إعلانات وملصقات في مختلف المناطق، ومنها شارع الحمرا، كذلك وجّهوا دعوات لزملائهم في باقي الفروع والكليات، وفي الجامعات الخاصة. أما عن مصدر التمويل، فقد أشار الطالب الحاج حيدر، بحركة ساخرة، إلى جيبه قائلاً «لا مصادر للتمويل إلا جيوبنا وبعض شركات الإعلان التي طلبنا مساعدتها ودعمها. بعض الطلاب لا يزالون يسدّدون أقساط مشاريعهم حتى الآن».