آمال خليل«امسحها من قلبك ما بتنعاد الحرب الأهليّة». برأي قاسم اسطمبولي (23 عاماً) هذه الوصفة «خير دواء لإحياء ومواجهة ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية والخوف من تكرارها على شكل أحداث السابع من أيار 2008 على سبيل المثال». سيسدي الممثل المتخرج من قسم الإخراج والتمثيل في الجامعة اللبنانية، هذه النصيحة على شكل مسرحية، عند السادسة من مساء اليوم، بعنوان «نزهة في ميدان معركة» لعامّة المارة أو المتنزّهين في ساحة الشهداء في بيروت، بحضور شبان ينتسبون إلى مختلف القوى الطالبية والشبابية. قدّم قاسم طلباً إلى بلدية بيروت للاستحصال على إذن عرض المسرحية، بمبادرة وجهد فرديين، في هذا اليوم بالذات (13نيسان)، ليسرد قصة الحروب الأهلية التي كتبها وأخرجها، علماً بأن فصولها تتشابه في لبنان والعالم، لكن أحداثها متقتبسة «وخصوصاً من مرحلة السلم الأهلي التي شهدت حوادث منفصلة، تمثّل كلّ منها حرباً أهلية»، في رأي اسطمبولي. المسرحية تندرج في إطار الكوميديا السوداء «عبرة لنفسه وللشباب الذين يمثّلون وقود حروب الزعماء والطوائف والمصالح، مقاتلين ومقتولين»، وهي مقتبسة من رواية «نزهة في ميدان معركة» للكاتب الإسباني فرناندو آربال، كتبها عام 1952 عن الحرب الأهلية في وطنه. في المسرحيّة، يتحرك الميليشيوي زابو (يؤدي دوره قاسم) وجنديّ الأعداء زيبو ومسعفان، بين الدشم وأكياس الرمل وخطوط التماس والأسلاك الشائكة بطريقة عبثية «ليبرهنوا أنّهم متشابهون: طيّبون وأوادم وضحايا استغلالهم لغايات مشبوهة»، يقول قاسم.