ضرورة الدراسات في لبنان

  • 1
  • ض
  • ض

بعد حرب 2006، صدح صوت علماء الآثار الإسرائيليين عالياً مؤكدين أن عدم تمكنهم من إتمام حفرياتهم الأثرية هو بحد ذاته خسارة. لو فقدت إسرائيل حجراً واحداً من المواقع الأثرية لكانت قد زلزلت الأرض تحت أقدام خبراء اليونيسكو، الذين أتوا ليكشفوا على المواقع ويحدّدوا أضرار الحرب عليها. في لبنان، ولأن الدراسات لم تكن يوماً تجري بمبدأ الوقاية كاد أن يستحيل على الخبراء تحديد الضرر على المعابد الرومانية في مدينة بعلبك، رغم القصف الجوي الذي تعرض له جوارها، والذي مما لا شك فيه أثر في بنية هيكلها. وبعد التدقيق والمراقبة، تأكد الخبراء من وقوع حجر واحد، لكن ماذا عن تزلزل مئات الأحجار الأخرى مما قد يؤدي الى تضعيف المعابد في حال الهزات الأرضية؟ تلك كانت النظرية التي لا يمكن إثباتها لأن لبنان لم يكن قد أجرى مسحاً أثرياً ثلاثي الأبعاد على الموقع قبل حرب تموز ! فبقي التكهّن سيد الموقف. ولكي لا يبقى الوضع كذلك، كان من الضروري جداً إتمام مسح ثلاثي الأبعاد للموقع في أقرب وقت ممكن، وقد جرى ذلك أخيراً. ولأن استخلاص العبر ضروري جداً، يجب أن يجري المسح الثلاثي الأبعاد على المواقع اللبنانية كافة، وخاصةً تلك المشيّدة على خطوط النزاع مع إسرائيل والواقعة على الانقصافات الجيولوجية والمهددة بالزلازل والهزات. بهذه المعلومات تكون المديرية العامة للآثار مجهزة، وتعرف مسبّقاً ما قد يحدث في حال اهتزاز الأرض من حول الموقع، ولو أنّ إمكاناتها المادية كبيرة لكانت تستطيع تأمين حتى التدعيم الضروري الوقائي، لكن هذا هو الهدف المنشود، وبين الهدف والواقع شرخ عظيم يبدأ بالموارد البشرية الضعيفة لدى المديرية العامة للآثار. فقد أنهى العمل في مشروع بعلبك تقنيّون من طاقم المديرية، لكن بالطبع لا يمكن أن ينجزوا العمل في كل لبنان، وإن كان الهدف إتمام هذا العمل على بعلبك وغيرها، فيجب أن يدرب فريق كبير يعمل على نحو شبه يومي على المواقع ليجري العمل خلال سنين قصيرة. وهنا يُطرح السؤال كيف يمكن إنجاح ذلك ومجلس الخدمة المدنية يرفض تأمين التعاقد مع موظفين جدد في المديرية العامة للآثار؟ يجب أن تفرض وزارة الثقافة سلطتها على نحو أكبر على مجلس الوزراء بحيث يعترف هذا الأخير بضرورة تكبير فريق العمل، وإعطاء مجلس الخدمة المدنية الضوء الأخضر بذلك. إنها لعبة السياسة من جديد، ومعها ستأتي المحسوبيات، والأولويات، والتكاليف... ومن جديد سيرمى بالآثار الى قعر اللوائح، لكن ما ينسى دائماً أن الآثار هي القاسم المشترك لكل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم، وما يخسر منها يكون على صعيد الوطن، كل الوطن.

1 تعليق

التعليقات

  • منذ 13 سنة خان الصابون خان الصابون:
    ‫خان الصابون التاريخ في طرابلس!!!! الى متى!!!
    ‫مرحبا، من الأهم بقدر معرفة أهمية المواد المستخدمة على الجسد. فقد تعارف العرب على مر العصور بأهمية نوعية الصابون المستخدم في غسل الجسد وتنظيفه. فقد اهتموا بتطوير وصفات نوعية توارثتها الأجيال وذلك بهدف تحفيز ازالة وتذويب الدهون حول الخصر والردفين والتمتع بشعور مفعم بالحيوية.ولا يتيح المجال هنا بالتوسع في الوصفات ولكن يمكن التعرف عليها من الموقع الالكتروني الخاص بـ خان الصابون KhanAlSaboun دوت كوم في طرابلس لبنان والذي يعتبر مهد صناعات الصابون العطري والدوائي في منطقتنا العربية منذ ما يزيد عن 20 قرنا وقد توارثتها وطورتها الأجيال. <a href=http://www.khanalsaboun.com>خان الصابون KhanAlSaboun</a>