في العادة يدرس تأثير الفن الإيطالي على بقية الفنون في العالم، وخصوصاً في القرون التي سبقت عصر النهضة وتبعته. لكن الدكتور جيوفاني كوراتولا من جامعة أودين قرر أن يدرس تأثير الفن الإسلامي على الفن الإيطالي. وراح العالم يدرس المعروضات في كنائس الأرياف الإيطالية والقطع الفنية في المكتبات أو المتاحف الإيطالية، قبل أن يخرج بأبحاث مذهلة عُرض قسم منها في متحف الجامعة الأميركية في بيروت خلال محاضرة نظمتها جمعية أصدقاء متحف الجامعة الأميركية. وينطلق كوراتولا من كلمة coupoula الإيطالية التي تعني قبة، ليقول إنّ أصلها يأتي من العربية وإن الفن الإيطالي أخذ القبة من المعالم الإسلامية. ويذهب إلى أبعد من ذلك ليدرس كيف أثرت رسوم الأقمشة الآتية من المدن الإسلامية على فن النحت في إيطاليا. وتبقى الكؤوس المنحوتة في الكريستال أجمل قطع الفن الإسلامي التي استخدمت كأوانٍ كنسية وهي في أصلها إسلامية. واحتكاك الإيطاليين بالمسلمين بلغ أوجه عندما صورت لوحة يوم الدينونة على جدار كنيسة من القرن الخامس عشر، وفي أسفل الصورة جسر يعبره الأموات، فمن كان منهم خطّاءً، ينكسر الجسر به، ومن كانت نفسه طاهرة يصل إلى الضفة الثانية فتحمله الملائكة. ويقول كوراتولا إنّ هذه الصورة مأخوذة من القرآن الكريم، ودخولها الكنيسة يبرز مدى تلاقي الفنين. وفي القرن السادس عشر، قرر أحد التجار الإيطاليين أن يطبع القرآن الكريم ليبيعه في العالم الإسلامي. لكن المشكلة كانت أنّ المسلمين رفضوا أن يقرأوا في كتاب طبعت حروفه على الآلات، ففشل البيع فيما النسخة الوحيدة الباقية موجودة الآن في مكتبة فلورنسا.