صيدا ــ خالد الغربيبدا لافتاً في الانتخابات البلدية في صيدا أن يصل عدد الأوراق الملغاة إلى 1634 ورقة. فبعض الناخبين الصيداويين قرر التصويت خارج سرب الفريق السياسي الداعم لهذه اللائحة أو تلك. هكذا، كان للحبّ موقعه في صندوق الاقتراع في حي المسالخية مثلاً، فعثر على ورقتين كتب على الأولى «إلى حبيب القلب» وعلى الثانية «أحبك بالإنكليزية». وفي حيّ آخر، أرادت إحدى الناخبات أن تغازل حبيبها فاقترعت له بورقة كتبت عليها: «تقبر قلبي».
وقد نال الفنانون حصتهم من المواطنين الصيداويين، فاحتلت الفنانة هيفاء وهبي المرتبة الاولى بستة أصوات (خمسة في أقلام للذكور وواحد في قلم للإناث)، تلتها في المرتبة الثانية الفنانة نانسي عجرم بثلاثة أصوات وجدت في ثلاثة أقلام للذكور.
ناخبون آخرون وضعوا أوراقهم في غير مكانها الصحيح، بعدما التبس عليهم الأمر بين صندوقي الاقتراع البلدي والاختياري.
كذلك، حملت بعض الأوراق ألقاباً وعبارات تفخيم للمرشحين، مثل «لعيونك، الى الشهيد رفيق الحريري، إلى الريس أحمد، نعم للائحة الإرادة الشعبية، يعيش الحكيم أسامة سعد، والشعب سينتصر».
في صندوق الاقتراع أيضاً، عبّر بعض المواطنين عن تململهم من واقع الحال، تقول إحدى الأوراق الانتخابية: «تعبنا»، فيما نالت المقاومة تأييداً في أقلام الاقتراع، فوجدت ورقة كتب عليها «25 أيار ذكرى التحرير، عاشت المقاومة».

غازلت إحدى الناخبات حبيبها عبر ورقة الاقتراع: «تقبر قلبي»

لا يبدو أنّ تهمة «ناس فاضية وعم تتسلى» تنطبق على انتخابات صيدا التي شهدت إشكالات عدة، فيما غصت مراكز الاقتراع بحشود من الناخبين، وإلاّ فما الذي يفسّر الانتظار لساعات وهدر الوقت من أجل التصويت لـ«الحبيب» أو قول الكلمة «المتهكمة» أو لمنح صوت لهذه الفنانة او تلك في صندوقة الاقتراع. وفي هذا الاطار، تحدثت الناشطة الاجتماعية مي وردة عن إرادة حرة في التعبير عن الرأي توفرت بقوة لدى هؤلاء، أصحاب ظاهرة التصويت غير المألوف أو التصويت من خارج النص، على حد تعبيرها.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ عدداً لا يستهان به من الناخبين في المدينة عبّروا عن رفضهم وعدم رضاهم عن واقع الانتخابات والمرشحين، فصوّتوا بورقة بيضاء. وقد بلغ عدد الأوراق البيضاء 641.
أما الانتخابات الاختيارية فلم تختلف كثيراً، إذ عكست انحيازاً لهذا المختار أو ذاك، ولا سيما أنّ التحريض الذي مارسته جهة سياسية ضد المختار الفائز في حيّ الوسطاني أحمد القنواتي انقلب إيجاباً عليه فنال تعاطفاً لا من جانب ناخبي حيّه فحسب، بل من جانب الناخبين في أحياء صيداوية أخرى، فوجدت عشرات الأوراق التي حملت اسمه وكتب على بعضها «معك يا قنواتي، نكاية بالقوم الكافرين».