فؤاد السنيورة
  • غريتا أنطوان حبيب

    رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، والحق يقال، حالة سياسية فريدة، تستحق التقدير والثناء، فهو متعدد الرؤى، دبلوماسي وسياسي محنّك، لديه حسّ يعينه على إدراك موقعه المفصلي في قلب اللعبة السياسية، وهو الى ذلك عالم بالأسرار وخفاياها.<1--break-->
    شهرته المحلية والعلمية خبزها بنار الحرب الأخيرة، التي شنّتها اسرائيل على لبنان، فاستطاع بحنكته الخروج من أتونها، صانعاً حقيقياً للسلام.
    أثّر في اتصالاته الاقليمية والدولية إيجاباً، فكان القرار 1701 الذي حمل السلام الى لبنان، والسلام يلزمه جهد موصول يبنى على الشجاعة.
    فؤاد السنيورة لم يتقن يوماً فن هزيمة شعبه ولا أجاد القضاء عليه، بل كان كنحّات عمل إزميله في بناء صرح الوطن الذي لا يتنفس إلا على السلام.
    في رأيي، يستحق هذا الرجل مكافأة تليق بموقعه ودوره في رد الأخطار عن لبنان، المكافأة التي تليق به هي جائزة نوبل للسلام لأنه يستحقها، بعدما أحرقته نار الحرب وكوته بآثارها السيئة، فكانت دموعه قطرات الماء التي أطفأتها.
    الغرب والشرق شاهد على مآثر هذا الرجل الذي واجه الشروط السياسية التي أتت من كل الاتجاهات، ولم يرفع الراية البيضاء، حتى أمكنه إنهاء عملية الدمار التي أرادتها اسرائيل للبنان.
    السلام في لبنان ينسحب على كل المنطقة واستهدافاته لن تطاول بلدنا الصغير بل يمكن ان تنتشر في كل البلدان الاقليمية المجاورة.
    هذا السلام الذي حققه فؤاد السنيورة يستحق التكريم، والتكريم لا يكون بأقل من نوبل السلام.
    أتمنى من جميع عارفي فؤاد السنيورة في لبنان والعالم العمل لكي ينال الرجل ما يستحقه من تكريم.

    عناوين تأسيسية

  • ريمون هنود

    الهرج والمرج والفوضى العارمة هي العناوين التي تطبع المشهد اللبناني. الكرّ والفرّ السياسيان في أوجه بين أكثرية وهمية وأقلية لا حول لها. بين «شباطيين» و«آذاريين».
    حــــــــتى بات الداخل اللبناني نسخة طبق الأصل عن ممارسات حارة «كل مين إيدو إلو»، ومـــــــــن وحي المقـــــــــــــولة الشــــــــــهيرة للفنان السوري نهاد قـــــــــلعــــــــــــجي: «إذا أردنا ان نعرف ماذا في ايطاليا يجب علـــــــــينا ان نعرف ماذا في البرازيل؟»، بات لســــــــــــان حال المواطن اللــــــــــــبناني في هذه الأيام يردد «إذا أردنا ان نــــــــعرف ماذا في لبنان يجب ان نـــــــــعرف طبيعة ما يجري ويطبخ في أروقة ودهاليز البيت الأبيض والإليزيه، أو ما يجول في خاطر السيد جورج بوش والتابع السيد جاك شيراك.
    إن العلاج لهذه الحالة المستفحلة بسيط، وحـــــــــــتى يكون ناجــــــــــــعاً ينبغي ان يبدأ بأسرع وقت ممكن، قبل استفحال الداء لكي لا تقع الكــــــــــــارثة، والعلاج يتطلب العودة الى طاولة الحوار والاتفاق على الأمور الأساسية موضع الخلاف.
    العناوين الأبرز التي تستحق ان تكون الأرضية الفعلية لأي اتفاق لا بد من ان تلحظ العناوين التالية:
    ــ أنه لا عدو للبنان إلا اسرائيل وان سوريا هي الشقيق الذي لا غنى عن العلاقة الصحية معه، على رغم إرث الممارسات الخاطئة التي ارتكبت إبان زمن الوصاية.
    ــ الحــــــــــفاظ على سلاح المقاومة والتمسك به بعـــــــــــدما أثبت فاعليته في حماية لبنان وإلحاق الــــــــــــــهزيمة بجيش العدو الصهيوني، وبالتالي دفن مقولة «قوة لبنان في ضعفه»، وتصحيحها عــــــــــبر قــــــــــــــناعة تامة بأن «قوة لبنان في مقاومته».
    ــ العمل من اجل قيام حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع، جميع القوى ذات التمثيل الحقيقي والفعلي، والإقلاع عن الاستئثار الذي لا يولِّد إلا المزيد من الفرقة والشرذمة.
    هذه العناوين المفصلية يمكنها إن اعتمدت أن تكون كفيلة بالمساعدة على بناء المجتمع المدني والدولة العلمانية والحد من سلبيات الطائفية السياسية وما ينتج منها من موبقات الفساد والإفساد، التي حكمت كل التاريخ الاستقلالي اللبناني.