صور ــ آمال خليلعلى الرغم من المشاركة النسائية الضعيفة في الانتخابات البلدية، إلا أن نسبة مشاركة النساء في المجالس البلدية في قضاء صور ارتفعت من ثماني سيدات إلى خمس عشرة. وفيما لم تجدد أيّ من العضوات القديمات ولايتها، تمسكت أربع من بلدات القضاء بتعزيز إشراك نسائها ببلدياتها للدورة الثانية وهي العباسية وباريش وصور وبرج رحال. وانضمت إلى الركب النسوي، بلدات الضهيرة وجناتا وصديقين ودردغيا ومزرعة مشرف والبستان وطورا وشحور والبازورية والناقورة. وكان لافتاً وصول ثلاث من هؤلاء النسوة إلى منصب نائبات لرؤساء بلدياتهن، للمرة الأولى في تاريخ القضاء. لا تختلف أسباب اختيار المحاميتين سامرة يزبك وباسمة شور من الناقورة وجناتا والموظفة نسرين الخوري من دردغيا، لمنصب نيابة الرئيس: المعيار هو الأحجام العائلية أولاً ثم الكفاءة والأهلية، على الرغم من أن نسبة الأصوات العالية التي نالتها السيدات الثلاث كانت لتؤهلهن للرئاسة. مع ذلك، فإنهن ومن خلفهن المناصرات يؤكدن أن «سيرورة الوصول إلى المناصب العليا في الشأن العام والسياسة، قد قاربت الإنجاز». وعليه، فإن منصب نائبة رئيس البلدية سوف «يرتقي إلى رئيسة ثم نائبة في البرلمان».
ولبرهنة جدارتهن بالمنصب، تحاول السيدات الثلاث تعديل بعض التفاصيل الخاصة بهن، كأن يزدن مدة إقامتهن في بلداتهن أسبوعياً إلى جانب الإقامة الدائمة في بيروت أو صور، للاطلاع عن كثب على آراء الأهالي وحاجات البلدة. علماً بأن الثلاث يعترفن بأن عزوبيتهن عامل مساعد للتفرّغ للشأن العام. وكان بعضهن قد حرّر برنامجاً انتخابياً خلال الحملة الانتخابية، وقد شرعت سامرة بتنفيذ أول بنوده المتعلق بإنقاذ مدرسة الناقورة الرسمية الوحيدة المهدّدة بالإقفال بسبب قلة الطلاب وتنظيم تحصيل الجبايات. وتحتمل السنوات الست المقبلة، زحمة المشاريع التي تقترحها لتطوير البلدة منها تعزيز السياحة البيئية وإنشاء النوادي الشبابية والثقافية وتمكين المرأة... إلا أن زميلتها باسمة، تبدو أكثر إدراكاً لصعوبة تنفيذ المشاريع بسبب إمكانيات البلديات المتواضعة. لذا فإنها حصرت اهتمامها الأوّلي بإطلاق حملة تنظيف وتجميل واسعة لجناتا التي تعيش التجربة البلدية الأولى والتي ليس لها مبنى خاص بها.
عدد النائبات كان ليزيد لولا استغناء عضو بلدية الضهيرة الحدودية نعيمة الجمال عما عرض عليها لمصلحة زميل لها. سبب تسميتها هو انتماء زوجها إلى إحدى العائلات الكبرى في البلدة الصغيرة التي انتخبت أوّل بلدية لها. أما سبب رفض زوجها نفسه العرض، فهو تقديره بأن هذا المنصب «سيزيد من انشغالاتها خارج المنزل في تمثيل الرئيس أحياناً أو الحلول مكانه، أكثر من كونها عضواً فقط حيث تستطيع التغيّب عن اجتماع أو نشاط».