عباس المعلّمإلى الإخوة العرب، الإخوة في الإسلام والدين، كيف حالكم؟ نتمنى أن تكونوا بخير وسلام، وألا يقلقكم ما ترونه في غزة، فهناك مجموعة من الأطفال الإرهابيين تتراوح أعمارهم بين الشهر والثلاث سنوات، التحقوا بتنظيم جهادي أصولي مدرج على قوائم الإرهاب الصهيوني! لكن لا تقلقوا لأن جيش الدفاع الإسرائيلي قرر أن يحرقهم عن بكرة أبيهم، وقتل عدداً كبيراً منهم ومن مجلسهم القيادي وروّع عدداً آخر منهم.
ولكم وعد وعهد يا إخوة العرب والإسلام من «الحماة الصهاينة»، إنهم عازمون على تحويل غزة بمَن فيها من نساء وأطفال وشيوخ وشباب إلى محرقة لا تبقي منهم أحداً، وسيشيّد مكان سكنهم مدناً سياحية ورياضية من أجل ترفيهكم واستقطاب أموالكم التي ضاقت بها المصارف... لا تخافوا من حزب الله فهناك أكثر من صديق وحليف لكم يتآمرون عليه كل يوم، لتحذيره من مغبّة إزعاجكم بشعارات فارغة ترهق آذانكم، تدعو لدعم غزة والصلاة لها ولأهلها.
إخوتنا الأعزاء، لا تقلقوا من الرسوم المسيئة للرسول الأكرم، وإن نشرت بكل صحف أوروبا وأميركا! فلا تغضبوا أرجوكم، فهناك حساب الآخرة ينال من هؤلاء، أو يترك الأمر «لحوار الأديان» ورسول السلام شيمون بيريز! فلا تقاطعوا هذه الدول تجارياً وسياسياً واقتصادياً وسياحياً، فهذا أمر يفوق طاقتكم ونحن لا نريد أن نتعبكم، وكما قلنا في الآخرة حساب، ولست بحاجة لعقد قمة عربية من أجل غزة لا بأرفع المستويات ولا بغيرها، فحال الأمة بخير وسلام فلماذا القلق وعقد القمم والسفر من بلد إلى بلد...
السودان الشقيق بأحسن أحواله، ينعم بوحدة ورفاهية وفائض في الطعام والغذاء، والعراق موحّد ومستقل! وليس فيه محتل، وينعم بأقصى حدود الأمن والأمان، ونفطه مضبوط يرعاه أهل النزاهة والعفّة، ولا يد أجنبية تمتد إليه؟ ولبنان أيضاً بخير، وفي أحسن حال من المودة والوحدة بين اللبنانيين التي تفوق الوصف، والحمد لله فلسطين القضية الأساس بألف خير، فكنا نعمل دائماً وبعنايتكم يا إخوتنا الكرام من أجل بناء دولة فلسطين، وتحقق حلمنا فأصبح لدينا فلسطين الضفة وفلسطين غزة... من أجل ذلك أيها الأعزاء نتقدم منكم بطلب متواضع ينطلق من معرفتنا بكرمكم ورعايتكم الإنسانية لمختلف البشر، لحاجة ماسّة لصنف من الإنسان والبشر موجود في غزة يدعي أنه عربي ومسلم، محروم من الوقود والغاز والكهرباء والمواد الغذائية بكل أنواعها.
لكن لا بأس، فهو يعرف أن قضيته غير محقة، فلن تناصروه، ويعلم أن ترسانات السلاح الهائلة في مخازنكم ليست لمساعدته بل لأغراض وقضايا أكبر وأعظم. ولأنه يعلم أن لديكم مشكلة معقّدة تعود إلى فائض في المال والمليارات، فلو تكرّمتم أيها الإخوة العرب وإخوة الإسلام بقليل من هذا المال كنوع من أنواع الصدقة الإنسانية لأهل غزة، فقط من أجل دفن الشهداء ومعالجة الجرحى وإطعام الأطفال، ونتعهد لكم بألا يشتري شعب غزة بهذه المساعدة السلاح ليقاتل الاحتلال الإسرائيلي... يا إخوة العرب والإسلام.