بيار الخوريفي زمن الاتحاد السوفياتي، كانت تصدر جريدة واحدة في الأراضي الشيوعية «برافدا». كانت اختزالية حادة، لا تعطي إلا حقيقة الحزب الحاكم. وفي يومياتنا اللبنانية، يقتل إعلام الحزب الحاكم (داخل الطوائف) مخيلتنا بحقيقته، ويهدد حياتنا بأكاذيبه. ينعت مناوئيه السياسيين بأحقر النعوت، وكأنه الإله باخوس يسكرنا بكذبه فننتشي. هناك معسكراتها الإعلامية تستعمل فيها جميع أنواع الأسلحة الكلامية من شتم وتخوين. في العادة علينا أن نقرأ إعلام الجهات المتنافسة أو نشاهده لنتعرف فنحلل الأفكار. أمّا في إعلامنا اليومي، فالبحث عن الحقيقة الكلية هو الطاغي، وخصوصاً في النتائج والأرقام عن الانتخابات في الجامعات والنقابات. فإذا كانت النتائج متقاربة، يدعي كل طرف الانتصار ويعيش هوس تقزيم الآخر فتضيع الحقيقة. أما إذا كانت النتائج مدوية والفارق شاسعاً، فيصمت الفريق الخاسر ويحوّل الخبر مباشرة ومن دون نشره إلى مزبلة النسيان.
في الحالتين، تكمن مشكلة عدم الاعتراف بربح الآخر، فنبقي إعلامنا «برافدي» الاتجاه حتى نعترف بقدرة الآخر ونثقّف فكرنا بالديموقراطية.