طرابلس ـــ فريد بو فرنسيسعكار ـــ إبراهيم طعمة

سَدّت الأمطار الغزيرة التي هطلت طوال مساء أول من أمس وصباح أمس، مداخل مدينة طرابلس الشمالية والجنوبية والشرقية، وأغرقت شوارع المدينة الداخليّة بالسيول، وتسببت بازدحام سير خانق بسبب برك المياه الكثيرة التي تجمعت من السيول. ولم تتمكّن مسارب المياه الموجودة من تصريفها لأن هذه المسارب قد سُدّت بالأوساخ والأتربة والحجارة، ما أدّى الى تشكُّل بحيرات مياه صغيرة، وتحديداً عند الساحات العامة والمستديرات. كما ساهمت الحفريات العديدة المنتشرة على الطرقات الرئيسية والفرعية بتفاقم تجميع السيول.
وغرقت السيارات التي كانت تدخل المدينة من مداخلها كافة بالبرك العميقة التي تسببت بتعطّل العديد من السيارات في أواسط الطرق، محدثة أزمة سير خانقة.
ويتوقف المراقبون المعنيون بشؤون الجو عند ظاهرة كثافة هطول الأمطار هذا العام، وحلول موسم الشتاء مبكراً خلافاً لعشرات السنوات المنصرمة، إضافة إلى ترافق الهطولات بعواصف رعديّة قوية ومتواصلة بطريقة مغايرة للسابق. ومن الشائع أن بين تشرين الأول وتشرين الثاني صيفاً ثانياً لا يبدو أنه سيحلّ هذا العام، أقلّه حتى الآن. وقد اعتاد المواطنون انتظار هذا الصيف المتجدّد من أجل جني ما بقي من محاصيلهم، وخصوصاً الزيتون.
وفي عكار، أغرقت الأمطار المفاجئة الطرق والبساتين بالسيول، وجرفت الأوحال، وأزالت الأسفلت عن العديد من الطرق لتكشف بذلك زيف أشغالها. وعلى الطرق المنحدرة، تدفقت السيول حاملة الحجارة والأوحال إلى وسط الطرق ما تسبب بعبور متعذّر للسيارات. وعند اشتداد السيول المتدفقة من الطرق الفرعية والبساتين، جرفت معها الأسفلت الرقيق الذي غطى به المتعهدون عورات الطريق، وعورات التزامهم لها، وكذلك عقم أعمال الصيانة في وزارة الأشغال التي يتحوّل ترقيعها للطرق إلى مجرّد هدر مالي يدفع المواطنون ثمنه كل عام.
وفي السهول، تحوّلت البساتين إلى بحيرات واسعة فتدفقت المياه إلى داخل بعض المزارع المختصة بتربية الخيول والمواشي في بلدة العبدة على طريق عام سوريا، وألحقت بها أضراراً بليغة. وعلى بولفار المنية، سدّت السيول الطرق، فاضطر السائقون إلى التحوّل للسير إلى الجهة اليمنى. وعمد بعض الأهالي المتطوعين إلى فتح مصارف المياه حيث غابت الفرق المختصة.