البقاع ــ علي فوعاني
الطيور مستباحة في انتظار إنشاء «المجلس الأعلى للصيد البرّي»

يشهد سهل البقاع «هجمة» كبيرة من الصيادين من مختلف المناطق اللبنانية. وتنشط عملية بيع الخرطوش في شتورا ومحال بيع لوازم الصيد، بعدما أصيبت هذه التجارة بحالة شلل في مواسم الصيد الماضية جراء «إنفلونزا الطيور».
وعلى رغم أنّ الصيد ممنوع مبدئياً منذ ما يزيد على عشر سنوات بانتظار القرارات الناظمة لهذا القطاع، الاّ ان الصيادين يستمرون في تجاهلهم قرار المنع، وينتهكون كل يوم حرمة التوازن البيئي والأعراف المرعية في هذا المجال. ولا يشفع لهؤلاء سواء كانوا متمرّسين أو «هواة» سوى تقاعس الدولة عن المبادرة الى تنظيم الصيدوكانت الدولة اللبنانية قد منعت صيد الطيور الصديقة بموجب قرار صادر عام 1965. لكن بين قرار المنع والقرارات التنظيمية المنتظرة لقانون الصيد الجديد الذي صدر بتاريخ 22 شباط 2004 وحمل الرقم 580، ينتظر الصيادون إنشاء «المجلس الأعلى للصيد البرّي» الذي أنيط به دور استشاري. وسيكون المجلس العتيد مؤلّفاً من ممثّلين عن وزارات عدّة ومجالس وجمعيات مختصة يُعيّنون بمرسوم يتّخذ في مجلس الوزراء. وإن نظامه الداخلي سيصدر بمرسوم أيضاً، وهو يرتبط بوزارة الوصاية التي صارت وزارة البيئة.
ويناط بهذا المجلس الاقتراح على وزير البيئة تاريخ افتتاح موسم الصيد وانتهائه، وكذلك الأوقات التي يُسمح بالصيد خلالها، على أن يراعى تطبيق مبدأ استدامة التراث الطبيعي، فيمنع الصيد في موسم تكاثر الحيوانات والطيور وفي أثناء عبورها نحو أماكن تكاثرها، أو أثناء رعايتها صغارها. ويحدد الوزير، بعد استشارة المجلس، الطرائد المصنّفة للصيد والمسموح صيدها في أوقات معينة. أمّا ما عداها فيحظر صيده على مدار السنة.
ويلزم القانون الصياد بحيازة رخصة خاصة وبوليصة تأمين لضمان الأضرار التي قد تلحق بالغير من جرّاء ممارسة هذه الهواية. ويمنع الصيد بواسطة الأشراك والشباك والدبق والطيور العائمة الاصطناعية والطبيعية، أو أي نوع من أنواع الاحتيال على الطرائد كآلات التسجيل التي تحاكي أصواتها. ولا تجوز ممارسة الصيد إلاّ بواسطة الأسلحة النارية المرخّصة لذلك.
والجدير بالذكر أن أسراب الطيور التي تعبر لبنان تقطع مسافات شاسعة من أجل الحصول على غذائها، معرّضة نفسها لأخطار جسيمة. واذا كان الحدّ من طيور معينة ينقذ الزراعة من الإتلاف، فإن أنواعاً عديدة من الطيور النافعة تصبح عرضة لإطلاق النار عليها من دون وازع. وفي أحيان كثيرة، كانت رفوف البجع والسمرمر وسواها هدفاً حتى للأسلحة الحربية.
يُذكر أنّ البقاع يشتهر صيفاً بصيد التيّان والترغل والصفيري والبلّيق والحجل. ثم يأتي دور المطوق والزرزور والحمام البرّي، ليحلّ شتاءً موسم البط والطيبط والسمّان والكيخن والشحرور، على رغم ان هذا الأخير قد اعتُبر منذ زمن في عداد الطيور المفيدة. أما في الربيع فيسود موسم الفرّي ويعود الترغل الى الأجواء.