البقاع ـــ سيرين قوبا
تشهد منطقة البقاع هذه الفترة زحفاً بشرياً. إنه موسم الصيد لطيور الفرّي والمطوق المنتظر للعديد من الصيادين الوافدين من جميع المناطق اللبنانية قاصدين مناطق سهول بعلبك، غير مبالين بالحظر المفروض على الصيد منذ عدة سنوات.
منذ 10 أيام تقريباً تفتح الأسواق التجارية في شتورا أبوابها باكراً ولا سيما المطاعم ومحالّ الذخيرة ومستلزمات الصيد عند الساعة الرابعة فجراً بانتظار رواد الصيد الآتين من بيروت خاصة والجبل وجميع المناطق فتكون هذه المحالّ محطتهم الأولى.
يقول أحد المسؤولين في محالّ مصابني والريس: «منذ عشرة أيام ونحن نفتح أبواب محالنا باكراً، وهذا العام بالرغم من أن موسم الصيد ما زال في بداياته فهناك إقبال لا بأس به، وخاصة أيام السبت والأحد، فنحن في كل موسم صيد نستعد لاستقبال الصيادين حيث معظم القادمين يكونون من بيروت والمناطق الجبلية ذهاباً إلى بعلبك، وهذه المسافة الطويلة تحتم على الصيادين التزوّد بالترويقة البقاعية «مناقيش على الصاج، لبنة، ومختلف الأجبان وارتشاف فنجان قهوة، إذ تمتد سلسلة السيارات المنتظرة حوالى كلم على طول الطريق الدولية في شتورا».
إدوار أبو عقل الآتي من بيروت قال: «أمارس الصيد منذ أكثر من 15 عاماً، نأتي حوالى خمس سيارات متجهين نحو المناطق الأكثر وفرة بطير المطوق، إذ نستعد لرحلة الصيد كل يوم في هذا الشهر، وننطلق من بيروت حوالى الساعة الثالثة فجراً كي نصل إلى بعلبك باكراً ولا نفّوت علينا ساعات الصيد الوفيرة التي غالباً ما تكون في ساعات الصباح الأولى، آخذين معنا «الأرجيلة» وعدّتها وكل الحاجات لشواء بعض من العصافير التي نصطادها و«صحن تبولة» وكأس عرق بعد نهار شاق من السير ومطاردة الطيور، لنهمّ بالعودة عند الثانية بعد الظهر إلى بيروت والاستيقاظ باكراً في النهار التالي».
وأضاف: «فقد اعتدنا على تلاوة قرار منع الصيد، لكن ما من أحد يلتزمه، فالسهل مليء بالصيادين، وما من أحد يمنعهم».
عماد عفيش أحد أصحاب محالّ الأسلحة والذخائر في شتورا قال: «على الرغم من أن الموسم الفعلي للصيد قد بدأ، فإن بيع الخرطوش لم يبدأ بالشكل المطلوب بعد».وعن منع الصيد ومدى تنفيذ القانون يقول عفيش: «إن بعض الصيادين يولي اهتماماً بقرار منع الصيد، لكنه يخرق القرار لأن الناس يبحثون عن شيء ينسيهم الوضع المتأزم في البلد».وأضاف: «بدأ الصيادون يتوافدون منذ عشرة أيام لشراء المعدات اللازمة، الحركة لا بأس بها، وخاصة القادمين من بيروت الذين يصلون في ساعات الفجر الأولى الى شتورا لتناول طبق «السحلب» الساخن المعروف بأكلة الصيادين، ومن ثم ينطلقون نحو سهل بعلبك.
ناجي شحادة من شتورا، يقول: «مع أول طلّة عصفور بروح عالصيد لوقت ما يشحّ على الآخر». وأضاف: «مع أن سعر علبة الخرطوش ارتفع ثمنها فهناك إقبال كثيف للصيادين، وكل يوم تكون حصيلة صيدنا متفاوتة. فمنذ أيام اصطدت 220 عصفوراً، وأمس 60 فقط، وفي بعض الأوقات كنا نصطاد خلال ثلاث ساعات أكثر من ألف عصفور».