فداء عيتانيعقب انتصار الثورة الكوبية، قال والد أرنستو تشي غيفارا لابنه الذي استقبله على مدرج المطار وهو فخور بانتصاره ورفيقه فيدل كاسترو: «عليك أن تفكر الآن بمهنتك، «مناضل»، هذه ليست مهنة». وعمل الابن، الذي تحوّل بطلاً شعبياً، بصفة وزير، قبل أن يكتشف أن مكانه ليس خلف المكتب ليوقّع على الأوراق، فعاد من حيث أتى، أي إلى الحلم بتغيير واقع الحياة، و«خلق فيتنام في كل قارة لتصارع الأميركيين وتنهكهم».
الكل اليوم يعرف من هو غيفارا، بعدما أصبح رمزاً للشباب والتمرد، إلا أن قلة هم من سيتذكرون أسماء أطباء من جيله تخرّجوا من معاهد الطب، أو وزير المال الذي تسلّم مهامه بعد رحيل الثائر الشاب عن كوبا.
ومثلها قال الشاعر محمود درويش مخاطباً ياسر عرفات بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 «ما أوسع الثورة، ما أضيق الرحلة، ما أكبر الفكرة، ما أصغر الدولة!».
ربما حان الوقت للعودة إلى الحدود والمرابطة، فما تم قد تم، وما كتب قد قُيّد، وبقي للمقاومة التشديد على رمزيتها.