عاليه ــ عامر ملاعب19 كيلومتراً سارها الاتّحاديّون حتى جسر القاضي ضمن المرحلة الأولى من اليوم الأول للمسير، استراحوا خلالها حوالى أربع ساعات، لتبدأ بعدها مسيرة الكيلومترات الباقية نحو دير القمر الشوفية. مشقّة السير دفعت البعض إلى التأفّف من الطرق التي «أكلت» الأحذية، فإذا بريّان تصيح «دفعت حق السبدريّ دكّة، وهلّق صارت إجري متل الفوتبول»!
أمّا الاتّحادي حسان زيتوني، فلم يكن آبهاً البتّة للمسافات التي قطعها وسيقطعها في مرحلةٍ لاحقة، بقدر ما كان يهمّه إيصال الصوت والرسالة بأنّ «هذا المسير يهدف إلى دق ناقوس الخطر في جميع المناطق اللبنانية ليعي المواطنون ضرورة الاحتكام إلى عقولهم وعودتهم عن نزعاتهم الطائفية التقسيمية، كما يهدف إلى قطع أوصال الحدود الطائفية والمذهبية التي تسيّج المناطق اللبنانية وتشرذمها، لتنفي المحسوبيات والمحاصصات المناطقية التي تزيد من الشرخ القائم بين أبناء الشعب الواحد الذي لا تفرّق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في ما بينه أفقياً، وخصوصاً أن المتضررين من سياسات الجوع والإفقار المتّبعة منذ زمن طويل في لبنان هم اللبنانيون كافة من دون تفرقة في الجنس أو الطائفة أو المذهب».
وكان المشرف على الحملة، أمين سر الاتّحاد عربي عنداري، قد تحدّث قبل الانطلاق لافتاً إلى «أنّه منذ أطلقنا (شباب خائف على وطن)، أدركنا أنّ ثمّة حالة فرز طائفي ومناطقي وسياسي قائمة في البلد وتتهدد مصيره»، ولذلك بسبب هذا الواقع «كان التفكير كيف يمكن أنّ نوجّه رسالة إلى الناس بأننا شعب واحد ولا يجوز أن ترتفع بيننا حواجز طائفية ومناطقية، ومنذ ذلك تبلورت فكرة المسير الذي نقوم به اليوم».
لم يكن المسير فقط اجتياز لبنان، بقدر ما كان هدف هؤلاء الاتّحاديين التعرّف إلى تفاصيله الصغيرة من خلال أناسه. ولهذا السبب، زار الشباب خلال مرورهم في المناطق الجبلية مخاتير المناطق، وطلبوا منهم التوقيع على عريضة تؤكّد انتماء كل اللبنانيين إلى كل المناطق، وأنّ كل لبنان لكلّ اللبنانيين من دون أية تفرقة طائفية أو مذهبية. وتنتهي هذه العريضة مع انتهاء المسيرة بإصدار كتيّبٍ يوثّق المعلومات عن تلك المناطق.
ومن المقرر أن يقوم الاتّحاديون في المناطق التي سيقطعونها بعددٍ من النشاطات المفيدة للسكّان هناك، بالتعاون مع فروع الاتّحاد المنتشرة في تلك المناطق وجمعيّة النجدة الشعبية.