شُغل القضاء العسكري، ومعه المدني، بإنجاز ،ليس الأول من نوعه، تمثل بتمكن القوى الأمنية من توقيف الشبان الذين تعرضوا بالضرب للأمير السعودي س. ف.، أول من أمس، في وسط بيروت مقابل بناية اللعازارية. فقد أُحيل أفراد «العصابة»، الذين دافعوا عن شرطي كان يتعرض للضرب المبرح وتكال له ولوطنه الشتائم، إلى المراجع المختصة للتحقيق معهم واتخاذ أشد الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم. بُشرى سارع القيّمون على مؤسسة قوى الأمن في زفّها إلى الأمير السعودي، ربما كـ «عربون شكر» على الشتائم التي كالها الأخير، وهو في حالة سكر، للشرطي والشعب اللبناني. بشرى جاءت استكمالاً لزيارة قائد شرطة بيروت العميد أحمد حنينة إلى المستشفى الذي نُقِل إليه الأمير. فحنينة، الضابط الساهر على الأمن، تقدّم بأصدق الاعتذارات للأمير السعودي المرتكب لأكثر من 3 مخالفات. اعتذر إليه بعدما زفّ إليه قراره بتوقيف الشرطي مدة 12 يوماً بتهمة عدم الدفاع عن الامير الذي دفعه أرضاً، وعاهده بأنه سيقتص له من المذنبين، وهم شبان الهم مشهد اعتداء رجل، بحالة السكر الظاهر، على شرطي وهو يكيل الشتائم للبنان واللبنانيين دونما اعتبار لأحد. إنجازٌ يُسجّل للضابط حنينة الذي لم يسكن له جفن قبل «إحقاق الحق». مسكينٌ الشرطي الذي أراد تطبيق القانون في بلد اللاقانون. لكن إيجابية وحيدة تُستشف من الذي حصل. فقد حالف الحظ الشرطي بأن الضابط الرفيع أحمد حنينة لم يجبره على الاعتذار من الأمير السعودي على الشتائم التي وجهها الأخير له وللشعب اللبناني.
بات بإمكان اللبنانيين أن يناموا قريري العين. فالأشقاء السعوديون مكرمون في لبنان. ليس هذا فحسب، بل هم مواطنون فوق العادة. ففي كل مرة تُضبط كمية من المخدرات بحوزة مواطن سعودي في مطار بيروت، تُصادر المضبوطات ويخلى سبيل الموقوف، علماً بأن المضبوط لو عُثر عليه بحوزة شخص آخر، لكان كفيلاً بدكّه في السجن لمدة سبع سنوات بجرم الاتجار بالمخدرات.
وكان الخلاف وقع في وسط بيروت، بين الشرطي والأمير، عندما كانت سيارة الأخير التي تحمل لوحة لبنانية متوقفة في مكان ممنوع ركن السيارات فيه. تقدم الشرطي من السيارة طالباً من سائقها أن يركنها في مكان آخر، فاقترب رجل من الشرطي وصرخ بوجهه، وكانت تبدو عليه علامات السكر، معرّفاً عن نفسه بأنه أمير سعودي، ودفع الشرطي أرضاً موجّهاً الشتائم له وللشعب اللبناني. إثر ذلك، اتصل الشرطي بالضابط المسؤول لإبلاغه بما جرى، بالتزامن مع هجوم عدد من الشبان اللبنانيين الموجودين في المكان ممن استفزّتهم شتائم الأمير، فتعرضوا له ولسائقه بالضرب المبرح، وحطّموا أجزاء من السيارة.